الحرب على غزة ترفع معدلات الفقر في إسرائيل

تاريخ النشر
صورة توضيحية-تصوير وكالات

تل أبيب-أخبار المال والأعمال- نشرت منظمة "لاتيت" الإسرائيلية "تقرير الفقر البديل" السنوي، ويأتي التقرير هذه السنة في ظل الحرب على غزة وتأثيرها الاقتصادي.

ووفقا لمعطيات التقرير، فإن دخل 19.7% من الجمهور تضرر منذ بداية الحرب، و45.5% يخشون التدهور إلى ضائقة اقتصادية بسبب الحرب، فيما 100% من الجمعيات الخيرية التي تدعم الفقراء لم تتلقَ مساعدات من الحكومة الإسرائيلية منذ نشوب الحرب وبالرغم من تزايد التوجهات إليها من أجل الحصول على مساعدات.

وخط الفقر البديل، أي تكلفة المعيشة في الحد الأدنى، هو دخل بمبلغ 5107 شيقل شهريا للفرد، و12,938 شيقل للأسرة المؤلفة من شخصين بالغين وطفلين.

ويرزح 81.8% من الذين يتلقون مساعدات تحت ديون؛ 85.1% يعانون من نقص في الطاقة؛ 79.3% يعانون من مرض مزمن؛ 81.6% من المسنين الذين يتلقون مساعدات يعيشون في فقر و31.5 يعانون من انعدام أمن غذائي شديد.

ووصف التقرير الوضع الحالي في إسرائيل بأنه "حالة طوارئ اجتماعية – اقتصادية في ظل الحرب التي يتوقع أن تشتد وتعمّق الفقر".

يشار إلى أن تكلفة المعيشة الطبيعية للطبقة الوسطى في إسرائيل هي 8259 شيقل للفرد و21,143 شيقل للأسرة.

وأشار التقرير إلى أنه "توجد في إسرائيل شريحة سكانية لا توصف بأنها فقيرة بموجب التأمين الوطني، إلا أنها عمليا تعيش في فقر. والأسر في إسرائيل، التي دخل الفرد فيها فوق خط الفقر، بموجب التأمين الوطني وهو 3851 شيقل شهريا، ولكنه أدنى من تكلفة المعيشة للفرد بالحد الأدنى وهو 5107 شيقل، يعكس أسر تفتقر إلى ظروف معيشية بالحد الأدنى، ولذلك فإن هذه الأسر تعيش فعليا بمستويات فقر مختلفة".

وأضاف التقرير أن متوسط الإنفاق الشهري لأسر تتلقى مساعدات هو 9529 شيقل، وهذا الدخل أعلى بـ1.6 مرة من متوسط دخلها الشهري، وهو 5938 شيقل. ويعني هذا أن 37.7% عانوا من حجز على حسابهم في البنك، وتم قطع التيار الكهربائي عن منازلهم أو أنهم تلقوا تحذيرا بقطعه. كما أن 45.4% اضطروا في أحيان متقاربة إلى الاختيار بين تسديد فاتورة الكهرباء وبين شراء منتجات أساسية.

وتابع التقرير أن 50.9% من الذين يتلقون مساعدات قلصوا أو تخلوا عن وجبات طعام بسبب نقص المال، وأفاد 38.3% بأن أولادهم قلصوا حجم وجبات الطعام أو أنهم تخلوا عن تناول إحدى الوجبات بسبب عدم القدرة على شراء ما يكفي من الطعام، واضطروا إلى التنازل عن بدائل الحليب لأطفالهم أو تقليص الكمية التي ينصح بها بسبب وضعهم الاقتصادي.

وقال 62.1% إن وضعهم الاقتصادي ساء في السنة الأخيرة، وأفاد 20.8% بأنه يوجد احتمال مرتفع أو مرتفع جدا أن يضطروا إلى إخلاء المنزل الذي يسكنون فيه بسبب صعوبة تسديد الإيجار أو قرض الإسكان، وقال 66.2% إنهم امتنعوا عن إصلاح خلل خطير في شقتهم لأسباب اقتصادية.

وأفاد 73% من الذين يتلقون مساعدات بأنهم اضطروا في أعقاب ضائقتهم الاقتصادية إلى التنازل عن شراء أدوات دراسية أساسية وكتب تدريس لأولادهم. ولا يوجد لدى 69.4% منهم حاسوب متاح لأولادهم لاحتياجات الدراسة، وتنازل 85.1% عن دورات وأنشطة إثراء في المدرسة ورحلات بسبب عدم قدرتهم على تسديد تكلفتها. كذلك تنازل 70.4% من الذين يتلقون مساعدات عن شراء أدوية أو عن علاج ضروري بسبب عدم قدرتهم على تسديد تكلفته.

ويتبين أن 81.6% من المسنين الذين يتلقون مساعدات يعيشون في فقر، بينهم 50.5% يعيشون في فقر شديد. ويعاني 35.5% من المسنين الذين يتلقون مساعدات من انعدام أمن غذائي خطير، وتنازل 64% عن شراء أدوية أو علاج طبي.

وأكد التقرير على تفاقم الضائقة الاقتصادية في أعقاب الحرب على غزة. وأفادت جميع الجمعيات الخيرية بأنها لم تحصل على أي مساعدات من الحكومة منذ نشوب الحرب، رغم أن عدد الأسر التي تحتاج إلى دعمها ارتفع بـ58.1%. وتلقى أقل من ثلث الجمعيات مساعدات من السلطة المحلية.

تقرير الفقر للتأمين الوطني: نسبة العرب الذين يشعرون بأنهم فقراء أعلى بـ5.6 مرات عن نسبة اليهود

وفي سياق متصل، أفاد "تقرير الفقر وانعدام المساواة" في إسرائيل الذي أصدرته مؤسسة التأمين الوطني، بأن 1.98 مليون شخص عاشوا في ظل الفقر، في العام 2022 الفائت، ويشكلون قرابة 20% من السكان ونصفهم تقريبا، أي 949 ألفا هم أشخاص يعملون.

ووفقا لاستطلاع تضمنه "تقرير الفقر"، فإن 30.9% من السكان البالغين عاشوا، العام الماضي، في ظل انعدام أمن غذائي لأسباب اقتصادية، بينهم 12.6% عاشوا في ظل انعدام أمن غذائي منخفض جدا و18,3% في ظل انعدام أمن غذائي منخفض.

وترتفع نسبة الفقراء في المجتمع العربي الذين عاشوا في ظل انعدام أمن غذائي إلى 62.7%، ونصفهم تقريبا عاش في ظل انعدام أمن غذائي منخفض جدا. وهم يشكلون نحو 40% من الذين يعيشون في ظل انعدام أمن غذائي.

وأشار الاستطلاع إلى أن نسبة العرب الذين يشعرون بأنهم فقراء أعلى بـ5.6 مرات عن نسبة اليهود الذين يشعرون بذلك.

وتبين من الاستطلاع أن 17.5% من السكان في إسرائيل تنازلوا عن شراء دواء بموجب وصفة طبية، وهذه النسبة أعلى بـ0.9% عن العام 2021؛ وارتفعت نسبة الذين تنازلوا عن وجبة طعام ساخن مرة كل يومين بـ3% ووصلت إلى 15.9%.

وتبلغ نسبة العرب الذين عاشوا العام الماضي في الأسر التي دخلها أدنى من خط الفقر 39%، والحريديين 35.3% واليهودي غير الحريديين 14%.

وأضاف التقرير أن 21% من الذين يتلقون مخصصات إعاقة كاملة هم فقراء، وكذلك 21% من الذين يتلقون مخصصات الأولاد، و15% من الذين يتلقون مخصصات البطالة.

والمدن العشر الأكثر فقرا والتي يزيد عدد سكانها عن 80 ألفا، هي القدس، بيت شيمش، بني براك، اللد، أشدود، بئر السبع، حيفا، بات يام، وكذلك مستوطنة "موديعين عيليت".

وأشار تقرير التأمين الوطني إلى أن معدلات الفقر في إسرائيل هي بين أعلى المعدلات في الدول المتطورة، وتحتل إسرائيل المرتبة الثانية، بعد كوستاريكا، من حيث معدلات الفقر بين الأفراد والأطفال.