رام الله-أخبار المال والأعمال- كلف مجلس الوزراء، يوم الإثنين، وزيري العمل نصري أبو جيش والتعليم العالي والبحث العلمي محمود أبو مويس، باستمرار العمل لحل نزاع العمل بين جامعة بيرزيت وموظفيها والتشاور مع كافة الأطراف، بما يكفل عودة المسيرة التعليمية للجامعة في أسرع وقت ممكن.
وبحث مجلس الوزراء، في جلسته الأسبوعية التي عقدها بمدينة رام الله، برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتية، سبل إيجاد حل للأزمة المتواصلة في الجامعة، بسبب النزاع بين نقابة العاملين وإدارة الجامعة، حيث وضع وزير العمل المجلس في صورة الجهود التي بذلتها وزارتا العمل والتعليم العالي لإنهاء الأزمة.
وفي سياق متصل، قرر مجلس أمناء جامعة بيرزيت بتوصية من رئيس الجامعة تعليق العمل في الجامعة بالكامل لفترة أسبوع ابتداءً من اليوم الثلاثاء 27/9/2022، "مع إخلاء تام للحرم الجامعي لحماية للجميع، وإتاحة الفرصة لإنهاء الأزمة من خلال الحوار الهادف والبنّاء وللتجاوب مع المبادرات المختلفة للوصول إلى حل جذري ومنصف للجميع".
وأشار المجلس إلى "الظروف الاستثنائية التي تمر بها الجامعة، والتصعيد الخطير في إجراءات الهيئة الإدارية لنقابة العاملين، وما وصلت إليه الأمور من تهجم على اجتماع مجلس الجامعة".
واستنكر مجلس الأمناء ما وصفه بـ "التهجم" من قبل نقابة العاملين وبعض مؤيديها على أعضاء مجلس الجامعة أثناء اجتماعهم صباح الاثنين داخل حرم الجامعة، مؤكداً التزامه بحماية جميع العاملين في الجامعة ومنع التعرض لهم من أي جهة كانت.
وقال المجلس: "إن مثل هذا التصرف يتناقض كليا مع روح الجامعة ومبادئها التي تستند إلى صون الحقوق والحريات كافة وتنتهج أسلوب الحوار الحكيم والمسؤول بهدف الوصول إلى اتفاق. ومن الواضح أن هذا التصعيد أتى نتيجة لسلسلة من الممارسات واستخدام خطاب التهديد والتحريض والتعرض للأفراد من طرف نقابة العاملين".
وحمل مجلس الأمناء أعضاء الهيئة الإدارية لنقابة العاملين "المسؤولية الكاملة عن هذا التصرف الخطير"، مؤكداً أنه "سيقوم باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمساءلة كل من أخل بأمن الجامعة وهدد سلامة العاملين فيها".
وأظهر فيديو عددا من أعضاء نقابة العاملين وموظفي الجامعة يحتشدون أمام القاعة التي عقد فيها اجتماع مجلس الأمناء، مرددين الشعارات المطالبة برحيل رئيس الجامعة بشارة دوماني، مع التصفيق والطرق على الجدران، دون وجود أي مساس بالمجتمعين.
وقالت الأكاديمية رولا أبو دحو إن رئيس الجامعة يتواجد حاليا في خارج البلاد (في هولندا) ليلقي محاضرة عن الحريات الأكاديمية، بينما يتم التنكر لحقوق العاملين في الجامعة.
وتواصل نقابة العاملين في جامعة بيرزيت لليوم الـ 29 على التوالي، تعليقها الشامل للدوام، ولليوم التاسع على التوالي في الإضراب المفتوح عن الطعام، ويوم الاثنين نقل أحد الموظفين المضربين عن الطعام، وهو وسيم صالح إلى المستشفى، وقد حملت النقابة إدارة الجامعة المسؤولية الكاملة عن حياته.
وخلال الأيام الماضية ساء الوضع الصحي لعدد من المضربين عن الطعام، ومنهم من جرى فحصه داخل الجامعة، وآخرون خارجها، فيما ترى نقابة العاملين أن خطوة الإضراب عن الطعام جاءت بعد فشل كل محاولات التوصل لحل، ورفض إدارة الجامعة لكل المقترحات التي قدمتها شخصيات وهيئات من داخل وخارج الجامعة.
وتطالب نقابة العاملين إدارة الجامعة بالالتزام باتفاقية الكادر الموحد الموقعة في جامعة الخليل عام 2016، والحفاظ على التأمين الصحي داخل الجامعة، وهو تأمين تحاول الجامعة إعاقته بكل الوسائل وإفشاله وهو ما نرفضه بشكل مطلق، وتفعيل مبدأ المحاسبة على كل المستويات من أصغر إلى أكبر موظف في الجامعة، ومن يخالف الأنظمة والقوانين يجب أن يحاسب، وهناك قضايا تتعلق بالحفاظ على المستوى الأكاديمي والجودة الأكاديمية في الجامعة التي تشهد تراجعا فيها في الفترة الأخيرة.
بدورها، أعلنت إدارة جامعة بيرزيت أنه بسبب تعطل العملية الإدارية والتعليمية في الجامعة، فإنها ستعاني من أزمة مالية وبالتالي سيتم خصم جزء من رواتب الموظفين.
وقالت رئيسة نقابة العاملين في الجامعة لينا ميعاري، إن إجراءات الجامعة خطوة عقابية للعاملين الملتزمين بالإضراب وتعطيل الدوام، "ونرى أن هذه الخطوة عقاب جماعي لمن طالبوا بحقوقهم".
وأكدت أنه لا توجد هناك أي استجابة من إدارة الجامعة لمطالب العاملين فيها، رغم المبادرات العديدة التي لا تقدم فيها إدارة الجامعة أي إجابات واضحة عن مطالب العاملين والقضايا الأساسية، مشيرةً إلى أن خطوات النقابة تأتي بعد عام كامل من الحوار مع إدارة الجامعة دون الوصول إلى أي نتيجة، "ورأينا من إدارة الجامعة على مدار عام؛ مماطلة وتسويفا لم يوصلنا إلى أي حلّ".
من جانبها، تؤكد إدارة الجامعة أنها التزمت بتنفيذ اتفاقية الخليل بالتوافق مع النقابة نفسها التي وقعت على الاتفاقية منذ ذلك الحين، وقالت: "بدل الادعاء بأن العديد من الجامعات ضمت الـ15% في الراتب الأساسي، ندعو النقابات الممثلة بالاتحاد بمشاركة جامعة بيرزيت لتقديم توثيق مكتوب لترتيبات الجامعات الأخرى لنراجعها ونراجع مواقفنا على ضوئها حيث أن ما توفر لدينا من معلومات يشير إلى غير ذلك".
ودفع إغلاق الجامعة بالعديد من أهالي الطلاب إلى المطالبة باستعادة رسوم تسجيل أبنائهم، بهدف تسجيلهم في جامعات أخرى، وذلك في محاولة للضغط على إدارة الجامعة ونقابة العاملين لتسوية الأزمة.