ما الأثر المتوقع لنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية على أسعار صرف الدولار؟

تاريخ النشر
ما الأثر المتوقع لنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية على أسعار صرف الدولار؟
صورة مركبة للمرشحين الأميركيين دونالد ترامب وجوزيف بايدن وورقة من عملة الدولار-تصوير وكالات

رام الله-أخبار المال والأعمال-ارتفعت أسعار صرف الدولار هذا الأسبوع حيث أغلق عند 1.1645 دولار لليورو و1.2940 دولارا  للجنية الاسترليني و0.9171 فرنك سويسري للدولار واستقر أمام الين الياباني وغلق عند مستوى 104.64 قبيل اسبوع الأحداث الكبيرة. فالانتخابات الأمريكية واجتماع الفدرالي ومؤشرات البطالة بما تحمله من تناقضات ستتوالى جميعا خلال الأسبوع القادم مما يستدعي الحذر، حيث تراجعت شهية المستثمرين للمخاطرة  وارتفع الطلب على الدولار كعملة ملاذ وتراجعت مؤشرات الأسهم.

كما ساهم الانتشار الواسع لكورونا في أوروبا وأمريكا في موجته الثانية وتضارب استطلاعات الرأي بخصوص نتائج الانتخابات الأمريكية في دعم المخاوف من تراجع وتيرة التعافي الاقتصادي.

المؤشرات الاقتصادية ساهمت ايضا في دعم ارتفاع الدولار حيث ارتفع النمو في الناتج المحلي الاجمالي الأمريكي للربع الثالث بنسبة 33.1% على أساس سنوي، كما ارتفع الاستهلاك الشخصي لشهر أيلول بنسبة 1.4%. أما في أوروبا فقد ارتفع الناتج المحلي الألماني بنسبة 8.2% على أساس ربعي وتراجع بنسبة 4.3% على أساس سنوي فيما ارتفع الناتج للاتحاد الأوروبي بنسبة 12.7% على أساس ربعي وتراجع بنسبة 4.3% على أساس سنوي الا أن التشاؤم بسبب انتشار كورونا والعودة الى الإغلاق في كل من فرنسا والمانيا واسبانيا وبريطانيا طغى على هذه المؤشرات الايجابية  مما دفع اليورو الى التراجع.

كما ساهمت نتائج اجتماع المركزي الأوروبي في تراجع اليورو حيث أثرت النظرة المتشائمة للسيدة لاجارد محافظة المركزي الأوروبي، ونيتها انتهاج سياسة أكثر توسعا لمواجهة آثار الإغلاق خلال اجتماع  كانون الأول القادم  على أسعار صرف اليورو، مما ساعد في ارتفاع الدولار ايضا. المحللون يرجحون أن فوزا صريحا لأي من الحزبين في الرئاسة وأغلبية برلمانية سيؤدي الى تراجع الدولار لأن ذلك يعني سهولة إقرار رزم انعاش مالي كبيرة، فيما تعتبر أية نتيجة أخرى متنازع عليها أو أي طعن كبير في النتيجة معضلة ستؤدي الى تدهور الأسواق وارتفاع الدولار كعملة ملاذ، لأن ذلك يعني تراجع فرص إقرار أية رزمة انعاش مالي في أمريكا قبل بداية العام القادم.

تنتظر الأسواق أسبوع الأحداث الكبيرة، حيث انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم الثلاثاء وهي الأهم، حيث يخشى المحللون من اضطرابات في أسواق المال اذا ما فشل أحد المرشحين في حسم فوزه او فيما اذا حصل خلاف أو طعن في النتيجة. كما تنتظر الأسواق اجتماع لجنة السوق المفتوحة لبنك الاحتياطي الفدرالي يوم الخميس حيث من المتوقع الإبقاء على السياسة النقدية الحالية رغم ما قد يأتي به المؤتمر الصحفي للسيد جيرمي باول من تشاؤم بخصوص تراجع التعافي الاقتصادي بسبب الانتشار الواسع لكورونا والحاجة الملحة لإقرار رزمة انعاش مالي. المؤشرات الاقتصادية ستأتي تباعا حيث سيتم الإعلان عن مؤشرات مدراء المشتريات لشهر تشرين أول في أوروبا وأمريكا خلال الأسبوع، كما سيتم الاعلان عن الوظائف في قطاع الأعمال ومؤشر (ADP) ومؤشرات (ISM) في أمريكا يوم الاربعاء. أما الخميس فسيتم الاعلان عن طلبات المصانع الألمانية ومبيعات التجزئة الأوروبية لشهر ايلول. كما تنتظر الأسواق الاعلان عن بيانات البطالة والتشغيل في أمريكا يوم الجمعة حيث من المتوقع أن يضيف الاقتصاد الأمريكي 850 الف وظيفة خارج القطاع الزراعي وتنخفض البطالة الى 7.7%.

التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة أحداث كبيرة)

الدولار الأمريكي:

ارتفع مؤشر سعر صرف الدولار أمام سلة العملات (DXY) واغلق عند مستوى 94.02 بعد تحسن الطلب على الدولار بسبب غموض نتيجة الانتخابات وتوسع انتشار كورونا في أوروبا وأمريكا وتراجع شهية المستثمرون مما ساعد على ارتفاع المؤشر واختباره للمقاومة الفنية الصلبة عند مستوى 94.20. المؤشرات الفنية ايجابية وتدعم الارتفاع لاختبار المقاومة مرة أخرى حيث من المتوقع تجاوزها والاندفاع لاختبار مستويات أعلى في نطاق قريب من المقاومة القوية حول مستوى 96.00 خلال الأسبوع، قبل أن يفقد المؤشر زخم ارتفاعه ويبدأ بالتراجع. اما في حال الفشل في تجاوز المقاومة فمن المتوقع ان يعود الضغط لانخفاض المؤشر ثانية لاختبار الدعم في نطاق 92.80 ومع ان الأسواق تتوقع تذبذبا كبيرا في نطاق 92-96 خلال الأسبوع الا ان المؤشرات الفنية محايدة ولا توحي بذلك. لذا يبقى من المتوقع ان يستمر التداول في نطاق 92.80-94.80 خلال هذا الاسبوع رغم الاحداث الكبيرة القادمة.

مستويات الدعم: 93.50 _ 92.80_91.75     المقاومة:   94.30  – 94.80 – 96.00

اليورو الأوروبي:

تراجعت أسعار صرف اليورو هذ الأسبوع واغلق عند مستوى 1.1645  دولار لليورو اثر ارتفاع في الطلب على الدولار الأمريكي واعلان المركزي الأوروبي تشاؤمه بخصوص التعافي الاقتصادي اثر الانتشار الواسع لكورونا وعودة الاغلاق في أوروبا وإعلان المركزي الأوروبي عن نيته التوسع في برنامج شراء السندات في اجتماعه القادم خلال كانون الأول. المؤشرات الفنية سلبية وتوحي باستمرار الضغوط على السعر لإعادة اختبار الدعم في نطاق 1.1600-1.1615 والانخفاض دونه في تصحيح فني بات مستحقا لإعادة اختبار نطاق دعم قوي في نطاق 1.1465-1.1500 قبل معاودة الارتفاع. اما في حال فشل الضغوط في دفع السعر دون 1.1600 فمن المتوقع ان يسترد اليورو زخم الارتفاع التدريجي للارتفاع واعادة اختبار المقاومة في نطاق 1.1965 و1.12000.لذا يبقى المحللون على توقعاتهم في احتمال تذبذب السعر في نطاق واسع بين 1.1465-1.1965 خلال اسبوع غني بالأحداث الكبيرة.

نقاط الدعم: 1.1615 -1.1530  -1.1465  المقاومة:   1.1730  -1.1820 – 1.1965

الشيكل الاسرائيلي:

ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الشيكل الاسرائيلي وأغلق الأسبوع عند مستوى 3.4080 شيكل/دولار متأثرا بارتفاع الدولار في الأسواق العالمية وبتراجع مؤشرات الأسهم العالمية بسبب توسع وتيرة انتشار (COVID-19) عبر العالم .حيث تجاوز السعر حاجز 3.3950 واندفع ليختبر 3.4250 خلال الأسبوع قبل أن يتراجع ويستقر بين 3.40-3.4100 شيكل لكل دولار. سعر الدولار مقابل الشيكل يتذبذب متأثرا بتراجع مؤشرات الأسهم العالمية بسبب عمق آثار انتشار كورونا من ناحية، وغموض نتائج الانتخابات الأمريكية من جهة أخرى. ومع ان العوامل الاقتصادية والصحية  وبيئة الاستثمار الداخلية في اسرائيل تدعم الشيكل بقوة خاصة بعد انتهاء فترة الاغلاق وبداية فترة العودة وفتح الاقتصاد، الا ان تأثير العوامل الخارجية يبدو قويا في هذه المرحلة. المحللون يرجحون استمرار ارتباط تذبذب الدولار مقابل الشيكل بمدى التغير في مؤشرات الاسهم العالمية بالدرجة الاولى الا ان الشيكل قد يتأثر بشكل كبير بنتائج الانتخابات الامريكية خاصة اذا ما فاز الديمقراطيون فوزا صريحا حيث من المتوقع ارتفاع الدولار وتراجع الشيكل رغم توقعات بانخفاض الدولار مقابل العملات الأخرى.

هذا في المدى القصير الا ان الشيكل يبقى عملة قوية ستستعيد قوتها بعد فترة وجيزة من الانتخابات لذا يعتبر المحللون أن أي ارتفاع كبير للدولار خلال هذا الأسبوع سيعطي المستثمرون فرصة للتموضع وتحسين مراكزهم .المؤشرات الفنية ايجابية وتدعم استقرار السعر فوق 3.40 الا انها ترجّح استمرار التداول في نطاق 3.3750-3.4250 مع استمرار وتيرة وزخم الارتفاع حاليا.(هذا علما بان المؤشرات الفنية في المدى المتوسط والبعيد سلبية وتدعم قوة الشيكل في المستقبل).

الدعم: 3.3950 - 3.3750 - 3.3500  المقاومة: 3.4250  – 3.4480  – 3.4620

الذهب والنفط:

تراجعت أسعار الذهب نهاية الأسبوع واغلقت عند 1879 دولار للأونصة نتيجة لارتفاع الدولار بعد تزايد مخاوف السوق بشأن تأثير انتشار كورونا الواسع في موجته الثانية التي تبدو عاتية، وفي ظل عدم اليقين بخصوص نتائج الانتخابات الأمريكية، كما ساهم تأخر إقرار رزمة الانعاش المالي الأمريكية لما بعد الانتخابات وتزايد الطلب على الدولار في ظل تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة في الضغط على أسعار الذهب حاليا. المحللون يربطون أية تطورات كبيرة للسعر بنتائج الانتخابات الأمريكية ومدى قدرة أي من الحزبين على حسم السباق الانتخابي. المؤشرات الفنية سلبية على المدى القصير وترجّح تراجعا لاختبار الدعم في نطاق 1835-1850 الا انها ايجابية في المدى المتوسط والطويل فاستعادة الذهب لزخم ارتفاعه وتجاوزه للمقاومة عند مستوى 1890تبدو حتمية الا انها تحتاج الى فترة يستعيد فيها الذهب زخم ارتفاعه خاصة اذا ما جاءت نتيجة الانتخابات مواتية. المحللون يرجحون بأن الأسواق ستتابع الاتجاه الذي سينشأ بعد الانتخابات لأنه سيعبر عن الاتجاه في المدى المتوسط والطويل، ويرجّح اغلب المحللون أن يكون ارتفاعا في السعر يتجاوز حاجز 2000 قبل نهاية العام.

كما تراجعت أسعار مزيج برنت القياسي واغلق عند مستوى 37.85 دولار للبرميل نتيجة مخاوف التراجع في الطلب العالمي على النفط بعد الاغلاق الجديد الذي فرضته فرنسا والمانيا واسبانيا نتيجة الانتشار الواسع لفيروس كورونا. التقارير تفيد بأن اعضاء منظمة اوبك+ ما زالوا منقسمين حول استمرار تخفيض الانتاج في اجتماعهم القادم الا ان اعلان الكويت دعمها لأي اقتطاع ساهم في استقرار الاسعار التي تبدو هشة وقابلة للانخفاض اثر الاعلان عن زيادة عدد الحفارات الامريكية الفاعلة وزيادة في الانتاج  والعرض  خلال شهر تشرين الأول.المحللون يرجّحون استمرار الضغوط على السعر حاليا في ظل غموض عمق أثر هذا الانتشار الكبير لكورونا في أوروبا وأمريكا.


مصدر التقرير: النشرة الأسبوعية التي يصدرها البنك الوطني لتقلبات سوق المال وأسعار صرف العملات.