
رام الله-أخبار المال والأعمال- أجمع نقابيون على وجود فجوة بين القيادة في التنظيم النقابي وقواعده يظهر ضعف وصول القرارات والمعلومات بين هيئاته ومستوياته النقابية، وفئاته العمالية التي لا تعرف إلا القليل عن قرارات وواقع نقاباتها، كما أن مستوياتها الدنيا لا تعرف الكثير من التفاصيل، والذي يجعلها هياكل وأجسام دون روح فاعلة.
جاء ذلك خلال اختتام مركز الديمقراطية وحقوق العاملين دورة تدريبية استمرت ثلاثة أيام بعنوان: "مهارات التنظيم النقابي وإدارة النقابات"، تحت شعار "التنظيم من أجل تحسين حقوق العاملات والعاملين"، بحضور مديرة المشاريع والعلاقات الخارجية في المركز ووفد من مركز (اولف بالمة) الدولي ومنظمات تعليم العمال في السويد، وبمشاركة 17 نقابيا ونقابية يمثلون نقابات الخياطة والغزل والنسيج في سلفيت وطولكرم والعاملات في رياض الأطفال في أبوديس وأريحا، والعاملين في الخدمات البريدية في الخليل والسكرتاريا في طولكرم والخدمات الصحية بفرعيها في قلقيلية والخليل وعمال وموظفي بلدية قلقيلية والعاملين في الخدمات الإدارية في رام الله والكهربائيين الفلسطينيين في يطا والعاملين في شركة كهرباء الجنوب ونادي قلقيلية الأهلي وفي بلدية نوبا في الخليل.
واكد النقابيون أن تهميش القيادات النقابية في المستويات الوسطى والدنيا، قد ساهم في وجود فجوة بين المنظمات النقابية وقواعدها على الأرض، وأضعف الاتصال في إدارة العمل الميداني، ويعود ذلك لطبيعة توزيع الأدوار وتقسيم مهام العمل بين هيئات وقيادات العمل من جميع النواحي والصلاحيات.
كما أكدوا، ضعف التنسيق والتواصل وغياب الانسجام بين الهياكل والهيئات في المنظمات النقابية، الناتجة عن التجاذبات السياسية، والصراعات الداخلية في التنظيم النقابي، والتوترات الناتجة عن اخـتــلاف الرؤى والمصالح، وتطلعات كل فئة وجماعة وعلاقاتها مع الهيئات خارج التنظيم النقابي، مما يؤثر سلبا على احترام القواعد واللوائح النظم، وفكرة التكامل والتجانس والانسجام في الاتصال والتواصل النقابي.
وأجمع النقابيون على ضعف الاتصال، وغياب الإعلام النقابي المتخصص والذي يتسبب في محدودية نقل الاخبار عن الواقع النقابي والصورة الحقيقية عن الإشكاليات والمشاكل وقضايا العمالية وتأثير الأوضاع والمستجدات والمتغيرات عليهم. ويرون بأن القرارات المصيرية التي تخص الحركة العمالية يتم اتخاذها في أعلى المستويات النقابية دون مشاركة للمستويات الدنيا، وهذه يعزز الخلافات والصراعات بين الهيئات والمستويات في التنظيم، والذي ينعكس سلبا على إمكانية تحقيق الأهداف النقابية وانسجامها مع الاستراتيجية النقابية الموحدة.
ولفت المشاركون إلى صعوبة التحديات التي تواجه التنظيم النقابي الفلسطيني، واحتياجه لخطط وسياسات تسهم في تعزيز دوره ووظيفته ومكانته في المجتمع بما يحقق أهدافه وتعزيز قيم ومبادئ الديمقراطية في كل المستويات وصولا للتحول الديمقراطي في المجتمع ككل، والذي يمكن تطبيقه بتطوير الاستراتيجية النقابية ووضع خطة عمل للتدخل في معالجة الواقع وتطوير الخدمات النقابية والبرامج النضالية المطلبية والوطنية.
واتفق النقابيون على أن قلة الإمكانيات والموارد، وضعف القدرات والمهارات النقابية المتطورة بين المستويات النقابية الدنيا، انعكس على فعالية التنظيم ودوره وتواصله مع القواعد وتأثيره فيها ولصالح قضاياها، إضافة إلى ما تجسده حالة البيروقراطية في قيادة المؤسسات النقابية، وشبه ثبات القيادات في الصفوف الأولى وغياب التداول على المناصب والمواقع القيادية للتنظيم النقابي في المستويات العليا.
وطالب النقابيون بمتابعة نشر المعلومات النقابية من خلال الدورات التدريبية وورشات العمل واللقاءات التوعوية التي يقدمها المركز والتنويع في الفئة المستهدفة لضمان استمرارية التوعية ونشرها على نطاق أوسع وتوزيع البروشورات والملصقات التوعوية من خلال الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي حيث اصبحت الوسيلة الاكثر استخداما من قبل الافراد ومتابعة النقابات في العمل على تحسين شروط وظروف عملهم على اثر التدريب.
واستعرض المدربان عمر الطقز وآمنه العمري من وحدة الثقافة والتدريب والتنظيم النقابي في المركز، الأهداف من انعقاد الدورة وطبيعة اختيار النقابيين والنقابيات المشاركين فيها، والنتائج المرجو الوصول إليها والعمل عليها وهي تأهيل النقابيين الجدد سواء من انتخبوا في الهيئات الإدارية للنقابات حديثا أو انضموا حديثا إلى الهيئات العامة لنقاباتهم.
واستكملت الدورة برنامجها بالتعريف عن مفهوم التنظيم النقابي والهدف من انشاء النقابات وأساسيات عملها ودورها في المحافظة على نجاح العلاقة بين العامل وصاحب العمل والدفاع عن حقوق العمال ومصلحتهم ومتابعتها للمساعدة في توفير بيئة عمل مريحة، إضافة الى التعرف على هيكلية النقابة والهرم النقابي ومهام اعضاء الهيئة الادارية وصلاحياتهم والتعرف على مفهوم الاجتماعات والمؤتمرات النقابية وخطوات انعقادها من خلال مجموعة من التمارين العملية وتمثيل الأدوار الذي من شأنه ترسيخ المعلومة بشكل أفضل.