الجد وحفيدته يخوضان رحلة بحث يومية عن الحطب شمال غزة

تاريخ النشر
جمع الحطب وأغصان الأشجار لاستخدامها في التدفئة والطهي في قطاع غزة-تصوير وكالات

غزة-أخبار المال والأعمال-يخرج المُسن أبو محمد حسن في مهمة شاقة وخطيرة بحثًا عن الخشب والحطب، تحت أنقاض المنازل المدمرة بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وترافق الطفلة مريم، ذات الأعوام السبعة، جدها الحطاب في رحلة البحث اليومية شمال قطاع غزة، لجمع ما يمكن من أغصان الأشجار وخشب الأبواب والنوافذ وغيرها من بقايا المنازل المدمرة، لاستخدامها في إشعال النار.

وبينما يقوم المُسن حسن بنشر بعض الحطب الذي وجده خلال عملية البحث ليتعرض للشمس ويجف حتى يصبح قابلاً للاشتعال، قال: "أخرج كل يوم صباحًا لجمع الخشب فلا يتوفر لدينا وقود أو غاز للتدفئة أو لإعداد الطعام. الأوضاع صعبة للغاية".

ويحمل المسن حسن الأخشاب والأغصان الكبيرة إلى باحة منزله، بينما تجر حفيدته مريم بيديها الصغيرتين ما تستطيع من الأغصان المتوسطة، للتخفيف عن جدها الكبير في السن.

ويمضي سكان القطاع، لا سيما غزة ومحافظة الشمال، وقتاً طويلاً يوميًا في جمع الأخشاب والحطب والكرتون، لاستخدامها في عملية إشعال النار لتجهيز الطعام وتسخين المياه، والاستخدامات اليومية.

وأضاف حسن: "هل ترون الوضع والمعاناة التي نعيشها في شمال غزة؟ نحن نجمع الحطب من كل مكان حتى الأماكن المدمرة والخطيرة".

وتابع: "نقص أيضًا بعض الأغصان من الأشجار المزروعة في الشوارع العامة، وبعدها نبحث عن الأكل مثل العدس الخبيزة والفول".

1


واللافت للنظر في عملية البحث والجمع لجوء المواطنين إلى المنازل المدمرة على أمل الحصول على الأخشاب التي بالأصل تكون بقايا النوافذ والأبواب، لإشعال النيران، في ظل عدم توفر غاز الطهي.

ويعاني قطاع غزة منذ اندلاع الحرب المدمرة، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، من شح كبير في كميات الوقود وغاز الطهي اللازمة للاستخدام، بسبب قطع إسرائيل إمدادات الماء والكهرباء والوقود والغاز عن نحو 2.3 مليون مواطن يعانون من أوضاع متدهورة للغاية، جراء حصار متواصل منذ 17 عامًا.

وبعد ضغوط أممية ودولية، سمحت إسرائيل بدخول مساعدات إنسانية محدودة جدًا إلى قطاع غزة، من بينها الوقود وغاز الطهي للاحتياجات الإنسانية، وذلك عبر معبر رفح البري والمخصص للأفراد.

وعلى مقربة من زوجته التي كانت منشغلة بإعداد الخبز وتجهيز الطعام، يشعل المسن حسن النار داخل موقد حديدي قديم بوساطة ما جمعه من حطب وأخشاب لخبز العجين وإعداد الطعام، الذي لن يزيد على بعض حبوب العدس.

وقال: "الأشياء الأساسية في الحياة غير موجودة، لا غاز ولا ماء ولا طحين قمح، حتى الأرز البديل للطحين غير موجود!! ولا يوجد أي مساعدات إغاثية، فلم يدخل لنا مساعدات بتاتًا في الشمال".

وأشار حسن إلى المعاناة اليومية وصعوبة الوضع شمال قطاع غزة؛ مع استمرار العدوان ورفض إسرائيل إدخال مقومات الحياة الأساسية إلى غزة والشمال.

وتحاول العائلات الفلسطينية مواجهة الظروف الصعبة جدًا في قطاع غزة، والبحث عن بدائل تعينهم على الصمود والبقاء في وجه الحرب المدمرة.

وختم حسن حديثه قائلاً: "الأوضاع صعبة فوق أي تصور، ونحن نحاول التكيف مع هذه الحياة، ولكن هذه الحياة غير معقولة، ومعدومة".

ولم يكن يقدم على شراء الحطب قبل الحرب إلا بعض العوائل للتدفئة في فصل الشتاء، لكن الظروف الجديدة حولت حياة سكان قطاع غزة جميعًا إلى الحياة البدائية.

المصدر: الأناضول