مخيم جباليا ينهض من تحت الركام ويستأنف الحياة من السوق الشعبي

تاريخ النشر

غزة-أخبار المال والأعمال- أقام مواطنون في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، سوقاً شعبياً بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مناطق عدة شمال القطاع، رغم الدمار والأوضاع المعيشية الصعبة.

ويحاول السكان والنازحون شمال قطاع غزة التعايش، ولو جزئياً، مع الظروف الصعبة التي يمرون بها جراء العدوان الإسرائيلي والدمار الكبير الذي حل بمناطقهم خلال توغل قوات الاحتلال فيها.

ومنذ السابع من تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال حرباً مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 23 ألف شهيد و60 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

وداخل أحد محال بيع الملابس في سوق مخيم جباليا، يقف صاحب المتجر محمد نصر، يتحدث مع أحد الزبائن عن عدم توفر أي قطعة من الملابس الشتوية، وأن ما يتوفر لديه ملابس صيفية وربيعية فقط.

وقال نصر الذي يقطن في منطقة جباليا النزلة: "الحمد لله متوفر لدينا كميات بسيطة من البضائع، نقوم ببيعها ونساعد الناس فيها، فالبضائع لا تدخل إلى غزة والشمال منذ بداية الحرب".

وأضاف: "البضائع قليلة والأسعار مرتفعة ولا يوجد مصدر دخل للناس، ونريد أن نعيش كبقية سكان العالم، أطفالنا يرتدون ملابس ربيعية وصيفية، ولا يوجد للمواليد أي ملابس مناسبة لهذه الأجواء".

وطالب نصر بالتدخل لإدخال البضائع خاصة الملابس حتى تبتاع العائلات ما تحتاج لأطفالها من ملابس تقيهم برد الشتاء القارس، مشيراً إلى عدم دخول أي شاحنات ملابس منذ شهر تشرين الأول الماضي.

وتابع: "رغم استمرار العدوان والقصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة شمال قطاع غزة، لكننا مصرون على الحياة، ويبدو ذلك واضحاً من الحركة داخل السوق"، متمنياً العيش بحرية وسلام كباقي شعوب العالم.

ويعاني سكان شمال قطاع غزة من أزمات إنسانية وصحية وبيئية، وتنتشر الأمراض والأوبئة بسبب طفح مياه الصوف الصحي وعدم توفر أي عيادات أو مراكز طبية، وفق نصر.

ووصف المواطن أبو صخر كتكت من مخيم جباليا، مدينة غزة والشمال بأنها "أغلى منطقة في العالم، والوضع فيها صعب والحال يرثى له، وهناك تكدس سكاني رهيب".

وقال كتكت وهو يتجول داخل سوق جباليا: "افتتاح السوق خطوة في الاتجاه الصحيح، وتدل على إصرار السكان على العيش رغم العدوان المتواصل".

ولفت إلى الظروف الصعبة التي يعيشها سكان شمال غزة، "واستغلال التجار للأوضاع الحالية، وعدم مراعاة ظروف الناس".

وأضاف: "القصف على مدار الساعة، ولا يخلو مكان من القصف، والناس نزحت من مخيم جباليا ومناطق الشمال إلى المدارس والعيادات، نأمل بأن تنتهي الحرب وتعود الحياة كما كانت سابقاً".

ويأمل كتكت، الذي تشتت عائلته بين الشمال والجنوب، أن ينتهي العدوان بأسرع وقت والعيش بأمن وأمان، "فقد أصبحنا نصارع الموت".

ولا تختلف معاناة أم محمد الإفرنجي من سكان جباليا عن سابقها، وقالت: "احنا مشتتين ووضعنا سي، أولادنا ماتوا صغارنا ماتوا كل حاجة فينا ماتت، راحت حياتنا، جوعنا أكثر من شبعنا".

وبينت الإفرنجي النازحة إلى مدرسة أبو حسين: "الناس بحاجة إلى الطحين، لكنه مفقود، والطعام شحيح، نحن نعيش مجاعة حقيقية".

ووصفت الأوضاع داخل مركز الإيواء بالسيئة، حيث تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة من مياه وكهرباء، في حين تنتشر الأمراض بين النازحين.

وأبدت سعادتها بعودة الحياة للسوق، لكنها لا تخفي حزنها أيضاً لعدم مقدرتها على التسوق في ظل الأوضاع القاهرة والارتفاع الكبير في أسعار البضائع البسيطة المتوفرة.

أما المواطنة ابتسام الأشقر، التي تعمل معلمة في مدارس وكالة الغوث "الأونروا"، فقد نزحت ٦ مرات داخل مناطق شمال قطاع غزة، وقالت: "أثناء اجتياح جباليا الوضع كان صعباً جداً، وكنا نشرب المياه الملوثة، ونقف في طوابير طويلة حتى نحصل على غالون من المياه المالحة".

وأكدت الأشقر أن الوضع "مأساوي، ويفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية في مقدمتها المياه والطحين والكهرباء"، مطالبة العالم بالوقوف إلى جانب غزة ومساندتها.

وشكت من ارتفاع أسعار البضائع وانعدام القدرة الشرائية مع دخول الحرب على غزة شهرها الرابع على التوالي، وقالت: "الناس تعيش على الأرز، والمعكرونة غير موجودة، والبرغل، أدنى متطلبات الحياة غير موجودة، الوضع صعب جداً".

المصدر: الأناضول