معرض ميونيخ للسيارات..غياب أسماء كبيرة وسباق "الكهرباء" يحتدم

تاريخ النشر
سيارة دفع رباعي كهربائية من طراز "مرسيدس-بنز إي كيو جي" الاختبارية التي تمثل أحدث نسخة من سيارة "مرسيدس" الأيقونية من فئة "غيلايندفاغين"-بلومبرغ

ميونيخ-أخبار المال والأعمال- استضافت ميونيخ لأول مرة معرض "أي إيه إيه موبيليتي (IAA Mobility)" إحياءً لمعرض السيارات الذي أقامته فرانكفورت سنويًا على مدى 7 عقود حتى إلغائه في 2020 بسبب جائحة كوفيد-19.

تحوّل المعرض، الذي انعقد وسط احتجاجات بيئية تسببت بإغلاق طرق، وانتخابات لاستبدال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد 16 عامًا في الحكم في 26 أيلول/ سبتمبر الجاري، ليصبح عرضًا لوسائل النقل، ضم دراجات كهربائية وإلكترونية وحافلات وقطارات كهربائية والمركبات المدمجة وكذلك أيضًا نزر يسير من السيارات.

تغيب أسماء كبيرة

كان هذا هو أول معرض كبير للمركبات منذ أدت تداعيات الوباء لإلغاء الفعاليات وخسارة صناعة المعارض التجارية الألمانية 47 مليار دولار، وفقًا لما ذكره "اتحاد صناعة المعارض التجارية الألمانية".

كانت لدى بعض شركات السيارات شكوك قائمة بشأن أهمية معارض السيارات قبل انتشار فيروس كورونا، واختارت "فيراري" و"أستون مارتن" و"مكلارين" و"بينتلي" عدم المشاركة.
بالمقابل ما تزال هناك شركات صناعة سيارات كبرى عديدة ترى أهمية المشاركة في المعرض الذي أقيم في قاعة المؤتمرات الضخمة في ميونيخ وبعض المواقع التاريخية الأكثر أهمية وجمالاً في المدينة، ومن بينها دار الأوبرا، والذي شهد حضور ميركل وبطل سباقات "الفورمولا1" نيكو روزبرغ.

مرسيدس بنز

وكشفت "مرسيدس بنز" عن 5 سيارات تعمل بالبطاريات بالإضافة لسيارة هجينة، لتطلق استثمارات تبلغ 47 مليار دولار لدفع المستهلكين نحو الطرازات الكهربائية. كانت "إي كيو إي (EQE)" من أبرز السيارات وهي تشبه سيارة "إي كيو إس(EQS) " العائلية الفخمة التي بدأت "مرسيدس" ببيعها الشهر الماضي. يُنتظر أن يعزّز الطراز "إي كيو إس EQS" الأصغر والأقل تكلفة مبيعات وإيرادات وهوامش الشركة.

لوي فيتون؟

انضمت سيارات "إيه إم جي إي كيو إس (AMG EQS)" و"إيه إم جي جي تي" ذات 4 أبواب من طراز كوبيه (AMG GT 4-Door Coupe)، و"إي كيو بي (EQB)"، إلى مجموعة كان أبرزها سيارة دفع رباعي تجريبية من "مرسيدس-مايباخ" متكاملة ثنائية اللون تزدان بشعار مايباخ الذي أتى متكررًا عند زواياها وفتحاتها بما يشابه وسم "لوي فيتون (Louis Vuitton)"  المتتالي على حقيبة يد.

بيّن فيليب شيمر رئيس "مرسيدس-مايباخ" خلال لقائه على مائدة مستديرة مع الصحفيين، أن تلك السيارة باهظة الثمن مهمة لتحقيق أهداف "مرسيدس بنز" الأساسية على المدى الطويل.

قال شيمر للصحفيين: "التكنولوجيا الجديدة لعملاء السيارات الفارهة تكون دائماً مثيرة للاهتمام... سيكون هناك المزيد من الثقة بالقوة الكهربائية مع انتقالنا للعصر الجديد، لذا من المنطقي تماماً أن نضع جهودنا نحو الكهربة".

أعيدوا وأعيدوا

أعلنت "بي إم دبليو" التي يعقد المعرض في مدينتها عن مضاعفة طلباتها لوحدات البطاريات، وكشفت عن إصدارات لإنتاج سياراتها الكهربائية "أي إكس (iX)" و"أي 4 (i4)"، إضافة لعدد من الدراجات الكهربائية.

كرر أوليفر زيبس الرئيس التنفيذي لشركة "بي إم دبليو" خلال عرضه في إحدى الفاعليات الكبيرة للمجموعة عبارة: "أعيدوا التفكير وقللوا وأعيدوا الاستخدام وأعيدوا التدوير".

سباق الكهرباء

كان من بين تصميمات "بي إم دبليو" الرئيسية لطراز "آي فيجن سيركيولار" تصميم المركبة الصغيرة المصنوعة من الألمنيوم المعاد تدويره وغير المطلي والصلب والمواد الأخرى المعاد استخدامها.

الغرض وراء السيارة التجريبية المدمجة هو إظهار كيف يمكن أن تكون سيارة "بي إم دبليو" في 2040. وأبرز سماتها تتمثل في تمدد فتحات الشبكة الأمامية التي تشبه شكل الكلى وأسطح رقمية على طول حواف النوافذ والأضواء المنحنية على طول الجزء الخلفي.

عرضت شركة "بورشه" التي تتخذ من شتوتغارت في ألمانيا مقرًا لها، سيارة كهربائية لا تركّز على إعادة التدوير بل على السرعة، حيث يمثل طراز "بورشه ميشن أر (Porsche Mission R)"  تصور الشركة الافتراضي لما يمكن أن تكون عليه سيارة كهربائية جديرة بالمشاركة في سباق "كب كار (cup car)". يقارب حجمها سيارة "بورشه كايمان" تقريبًا، حيث يوجد مقعد واحد ودعامة للحماية من الانقلاب مدمجة في سقفها. ما تزال "ميشن أر" غير مرخّصة للسير على الطريق وغير معتمدة من "الاتحاد الدولي للسيارات". أبلغ أوليفر بلوم، رئيس "بورشه" التنفيذي، "بلومبرغ" أن إنتاج السيارة إن حصلت على الضوء الأخضر من المحتمل أن يبدأ في 2024 أو نحو ذلك، وستكون متوافقة مع جميع اللوائح المعمول بها.

إلى جانب الوقود المصنّع وشبكات الشحن السريع والسيارات الهجينة وسيارة "تايكان" الكهربائية الناجحة، تعد السيارة جزءًا من هدف "بورشه" لتصبح خالية من الكربون بحلول 2030، حيث قال بلوم: "نرى أنفسنا روادًا بالاستثمار وتطوير هذه التقنية".

أودي 

كشفت "أودي"، تابعة "فولكس واجن" التي تتخذ من إنغولشتات الألمانية مقرًا لها، النقاب عن ثاني سيارة من ثلاثي فئة "سفير" التجريبي. حيث أطلقت الشركة "غراند سفير" بعد أسابيع من عرضها لسيارة بطراز "سكاي سفير كوبيه" الاختباري في لوس أنجلوس.

تعد سيارة "غراندسفير" تأشيرًا لقدوم سيارة سيدان كهربائية معدة للإنتاج في 2025. تزيح "غراندسفير" عجلة القيادة والدواسات عند تفعيل وضع القيادة الذاتية ويبلغ إجمالي مداها بعد الشحن 750 كيلومترا، ويمكنها أن تشحن بما يكفي لقطع مسافة 300 كيلومتر خلال 10 دقائق عند الحاجة، باستخدام شاحن خاص.

وعد كبار مسؤولي "أودي" بجعل جميع سياراتها الجديدة كهربائية اعتبارًا من 2026، وقالوا إن الإنتاج السنوي من سياراتها سيتضاعف إلى 3 ملايين بحلول 2030.

استنادًا لأسبوع ميونيخ، قد يكون أداء شركات صناعة السيارات الألمانية جيدًا بإسراعهم إلى الانتقال للسيارات الكهربائية على الأقل في أوروبا. يُتوقع أن تصل مبيعات ألمانيا من السيارات الكهربائية إلى 3.4 مليون سنويًا في 2040 وفقًا لاستشراف "بلومبيرغ إن إي إف (BloombergNEF)" المستقبلي طويل الأجل حول السيارات الكهربائية، وقد يصل الرقم إلى أكثر من 90% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في البلاد.