دعوات أوروبية لتوحيد أسواق رأس المال في المنطقة

تاريخ النشر
مقر المفوضية الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل-تصوير رويترز

برلين-أخبار المال والأعمال- أكد كريستيان زيفينج رئيس مصرف "دويتشه بنك" الألماني، حاجة أوروبا إلى بنوك أكبر وأكثر قدرة على المنافسة، في مواجهة المنافسة الدولية الشرسة.
وحذر زيفينج في مستهل مؤتمر للمصرف نظم عبر الإنترنت أمس، قائلا "يجب في النهاية الاستفادة من وفورات الحجم في أوروبا، لقد كان ولا يزال الشيء الصحيح هو تنظيم البنوك الكبرى بعناية بالغة.

وأضاف: "لكننا في الوقت نفسه قمنا في أوروبا بكثير من الأمور التي أعاقت نمو البنوك، هذا مسار مشكوك فيه - مع تزايد أهمية الحجم في عالم المال بشكل كبير".
وأشار زيفينج إلى أن كفاءة السوق المصرفية ورأس المال من المزايا الكبيرة المتوافرة في الولايات المتحدة، وقال: "من أجل اللحاق بالركب مرة أخرى، تحتاج أوروبا أيضا إلى سوق مصرفية ورأسمال أقوى، وإلا فلن نكون قادرين على إثبات جدارتنا في اقتصاد عالمي مستقطب بين الولايات المتحدة والصين".

وجدد زيفينج دعوته لإحراز تقدم في توحيد أسواق رأس المال في أوروبا، معتبرا تأسيس اتحاد للبنوك وأسواق رأس المال شرطا ضروريا لقطاع مالي قوي في أوروبا، وقال: "لم نعد قادرين على تحمل مسار التطور، نحن الآن بحاجة إلى قفزة كبيرة، وسيؤدي ذلك أيضا إلى تسريع عملية التوحيد التي طال انتظارها على نحو عابر للحدود الوطنية".
ويهدف اتحاد أسواق رأس المال إلى إزالة العقبات البيروقراطية بين دول الاتحاد الأوروبي من أجل منح الشركات مزيدا من الفرص لجمع الأموال، إلى جانب منح المستهلكين أيضا مزيدا من الخيارات للاستثمارات عبر الحدود.

وفي أوروبا - على عكس الولايات المتحدة - يتم منح القروض والتمويل بشكل أساسي من قبل البنوك. وكانت خطط مفوضية الاتحاد الأوروبي لاتحاد أسواق رأس المال مطروحة على الطاولة منذ أيلول (سبتمبر) 2015، لكن التنفيذ تعثر.
ويأتي ذلك بعد أن طالب الرئيس التنفيذي لشركة تيليكوم الألمانية للاتصالات بتعزيز الوحدة في أوروبا من أجل النجاح في المنافسة مع الصين وأمريكا. وقال تيموتويس هوتجيس لصحيفة "فيلت آم زونتاج" الألمانية "من السذاجة افتراض أن الاتحاد الأوروبي بـ27 دولة يمكنه التنافس بأصوات نشاز مع أمريكا والصين".
وأعرب عن اعتقاده بأن الفرصة الوحيدة المتاحة لأوروبا لاستعادة مكانتها في هذا الصراع الثنائي بين أمريكا والصين مرهونة بأن تكون أوروبا "موحدة في القضايا المتعلقة بالسياسة الاقتصادية وبقانون مكافحة الاحتكار والنواحي التنظيمية".
وأشار إلى أن الصين تمارس رأسمالية الدولة فيما تقوم أمريكا بتشجيع ورعاية صناعاتها "لكننا في أوروبا لا نزال نتمسك بمبدأ السبعينيات والثمانينيات ونلقي بكل شركة في أتون منافسة عالمية، وعندما لا تنجح في هذه المنافسة فإننا نعدها ببساطة أنها شركة غير جيدة، لكن هذا المبدأ لم يعد يصلح".

ورأى أن من الضروري بالنسبة لاقتصاد السوق الاجتماعي أن يتم دعم شركات الابتكار الاستراتيجية الصغيرة "التي يمكنها النمو في ظل نوع معين من الحماية قبل أن يتم بيعها أو إعادة رسملتها".
وحذر من العودة بعد الجائحة إلى جدول الأعمال نفسه الذي كان موجودا قبل الأزمة دون تفكير "فجميعنا عليه واجب أن نتعاطى مع الشهور الماضية والقرارات التي تم اتخاذها في ألمانيا بأسلوب النقد الذاتي".
والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هما أكبر قوتين تجاريتين في العالم إلى جانب الصين، لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب سعى لتهميش التكتل.
وبعد أن أحبطت إدارة ترمب اتفاقا للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، انصب تركيزها على تقليص العجز الأمريكي المتنامي في تجارة السلع. لكن على العكس، يعد الرئيس جو بايدن الاتحاد الأوروبي حليفا في الترويج للتجارة الحرة وإنهاء جائحة كوفيد - 19.