ركود يضرب تجارة مواد البناء في غزة

تاريخ النشر
ركود يضرب تجارة مواد البناء في غزة
مواطنة تربط أكياس اسمنت بحبل في مكان عمل شمال قطاع غزة-أرشيف رويترز

غزة-الأيام-عيسى سعد الله-يشكو أصحاب محال بيع مواد البناء ومعامل الطوب في قطاع غزة من تراجع حاد في المبيعات منذ تفشي وباء كورونا بنهاية شهر آب الماضي.
وعلى الرغم من تخفيف إجراءات الاغلاق والقيود خلال الأيام والاسابيع الأخيرة، الا أن الطلب على الشراء لا يزال ضعيفاً، ولم يرتق الى الحد الأدنى من تطلعات التجار.
ويتوقع التجار تواصل حالة الركود حتى بعد رفع كافة القيود خلال المرحلة القادمة، بسبب حلول فصل الشتاء الذي عادة يشهد انكماشاً في حركة البناء بشكل عام.
وقال التاجر محمد قرقز، من حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، إن مبيعات مواد البناء اقتصرت خلال الأسابيع الأخيرة على كميات متدنية لا ترتقي الى الحد الأدنى من توقعاته سيما بعد اغلاق محله لاكثر من شهر.
وأضاف قرقز لـ"الأيام"، غالبية الزبائن تراجعوا عن مشاريع البناء بسبب انتشار الوباء على الرغم من اتفاقهم المبدئي معه على توريد مواد البناء، مبيناً أن حركة البناء تقتصر في الوقت الراهن على تأهيل المنازل القائمة وتهيئتها لفصل الشتاء او لعمليات توسعة محدودة.
وأكد ان انتشار وباء كورونا ضاعف معاناة تجار مواد البناء الذين تضرروا كثيراً بسبب اغلاق معبر بيت حانون "ايرز" في مطلع شهر اذار الماضي في وجه الاف العمال والتجار ممن كانوا يعملون في سوق العمل الإسرائيلية.
من جهته، قال التاجر فارس النجار إن جميع التجار كانوا يتوقعون ان يشهد الصيف الماضي ومطلع الخريف الحالي حركة بناء نشطة، الا ان تدهور الأوضاع الاقتصادية للمواطنين بسبب انتشار جائحة كورونا احبطهم وقضى على آمالهم.
وأضاف النجار لـ"الأيام": لا أمل في تحسن الحركة خلال المرحلة القادمة بسبب حلول فصل الشتاء والذي يشهد عادة ضعفاً في حركة البناء، مؤكداً أن جميع محال بيع مواد البناء تعرضت لخسائر مادية جسيمة بسبب ذلك.
واضطر النجار الى تقليص عدد العمال لديه بسبب تراجع المبيعات والارباح، واكتفى بإدارة المحل بنفسه وبمساعدة احد ابنائه.
ولم يكن أصحاب معامل الطوب افضل حالاً، فقد اقتصر عمل غالبية هذه المصانع على يوم او يومين في الأسبوع، كما يقول محمد الهلول صاحب احد المعامل في جباليا والذي قدر نسبة التراجع في المبيعات بأكثر من 80 في المئة عما كانت عليه قبل انتشار الوباء.
وأضاف الهلول لـ"الأيام" إن معمله يعمل يوما فقط في الأسبوع بسبب انخفاض الطلبات، مبيناً أن الضرر لا يعود عليه وعلى أصحاب المعامل فقط، وانما على عشرات العاملين لديهم الذين يضطرون الى التوقف عن العمل معظم أيام الأسبوع.
واضطر الهلول ونظراؤه أصحاب المعامل الى خفض سعر الطوب لتشجيع المواطنين على الشراء وتحفيزهم على البناء دون جدوى.
وتوقع الهلول ان يدخل قطاع صناعة الطوب في حالة ركود الحاد خلال الفترة المقبلة، اذا استمر انتشار الوباء وتراجعت مدخولات المواطنين واستمر اغلاق معبر بيت حانون في وجه التجار والعمال بشكل عام، مشيراً إلى أن جميع المؤشرات الحالية لا تشير الى إمكانية تحسن المبيعات خلال الفترة القادمة.
من ناحيته، كشف نقيب العمال في حركة "حماس" سامي العمصي، عن عودة 8 آلاف عامل من اصل 21 الفا إلى أعمالهم في المصانع منذ بدء تخفيف الإجراءات الحكومية لمواجهة أزمة فيروس كورونا.
وقال العمصي في تصريح صحافي، إن قطاع الصناعات يشغل 21 ألف عامل، يعملون في 2000 مصنع في القطاع، بدأت 500 مصنع منها العمل بصورة جزئية.
وبين أن هذه المصانع منتشرة على مستوى القطاع، ومنها في المنطقة الصناعية شرق بيت حانون شمال القطاع، وشرق مدينة غزة، وتختص بمجالات التغذية، والنايلون، ومواد البناء، والخياطة والغزل والنسيج، والحديد، والمشروبات الغازية، والعصائر.