توريق العنب الخليلي يضعف سوق الإنتاج ومحاولات لإنقاذ الموسم

تاريخ النشر
توريق العنب الخليلي يضعف سوق الإنتاج ومحاولات لإنقاذ الموسم
مزارع فلسطيني بمزرعة عنب خلال موسم حصاد في الخليل - صورة من أرشيف رويترز.

الخليل-وفا- ساهر عمرو-تشكّل زراعة العنب التي تشتهر بها محافظة الخليل، مصدرا أساسيا للدخل لدى العديد من الأسر، حيث إن ما يزيد عن 5700 أسرة تعتاش من عائدات محصول العنب، وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالعنب في المحافظة ما يزيد عن 27 ألف دونم، وبلغ حجم إنتاجها في العام الماضي ما يقارب 30 ألف طن.

وقالت مدير زراعة الجنوب سحر الشعراوي إن هذا الموسم تعرض للعديد من العوامل والتحديات التي كادت أن تلحق خسائر كبيرة في محصول هذا العام، وأهمها التغيرات غير المألوفة في الحالة الجوية التي تمثلت بالأمطار التي شهدتها المحافظة في شهر حزيران، والتي تركت آثارا سلبية على جودة وحجم الإنتاج.

وأضافت إن إصابة المحصول بما يعرف بمرض البياض الزغبي، الذي انتشر بشكل كبير في بعض المناطق وأصاب جزءا كبيرا من مزارع العنب رافقه ظهور مرض العفن الرمادي، والذي غالبا ما يظهر بنهاية الموسم وليس في بدايته.

وتعتبر عملية التوريق الجائر التي يمارسها بعض المزارعين من التحديات التي تركت آثارا سلبية على حجم وجودة محصول العنب لهذا العام، وأدى ارتفاع أسعار ورق العنب وزيادة الطلب عليه إلى مغالاة بعض المزارعين في عمليات التوريق، حيث أصبح ورق العنب في كثير من المناطق المحصول الرئيسي، وقد أثرت هذه العملية بجانب ما أصاب الموسم من أمراض، سلبا على ما يعرف بالمجموع الخضري للعنب، ما أدى إلى النضوج المبكر لجزء من الانتاج، ما يفسر ارتفاع اسعار العنب في الخليل خلال الشهر الماضي حسب ما افادت به الشعراوي.

وتشير توقعات وزارة الزراعة إلى أن انتاج هذا العام من العنب في محافظة الخليل سيكون أقل بمقدار 10% عما كان عليه في العام الماضي، وكان من الممكن أن تكون الخسائر أكبر من ذلك بكثير لولا تدخل طواقم الوزارة في الوقت المناسب، التي نجحت إلى حد كبير في انقاذ الموسم من خلال تشخيصها الصحيح والدقيق لما أصاب الموسم، وكذلك اختيار العلاج المناسب وسرعة التدخل، فقد جاءت هذه التدخلات في الوقت المناسب.

وأوضحت الشعراوي أن هذه العملية المركبة من ظهور الأمراض يتطلب تدخل المختصين لتشخيص المرض واختيار العلاج الأكثر ملاءمة وفاعلية، وهذا ما نجحت فيه طواقم وزارة الزراعة التي عملت على تقديم الارشادات للجزء الأكبر من المزارعين الذين توجهوا لهذه الطواقم، في حين أن هناك جزءا من المزارعين أخذوا على عاتقهم معالجة المحصول، وقاموا بمراجعة الوزارة بوقت متأخر فكانت النتائج لديهم سيئة للغاية.

وطالبت المزارعين بضرورة مراجعة الجهات الارشادية ذات الاختصاص في وزارة الزراعة بشكل مستمر، وطلب تدخلاتهم والاستفادة من امكانياتهم والعمل بتوجيهاتهم، لضمان تحقيق أعلى المستويات من حيث الانتاجية وجودة المحصول، ولتجنب تكرار ما حصل في هذا العام.

وحول الخطط التسويقية التي ستقوم الوزارة بتنظيمها مع انطلاق موسم العنب، أشارت الشعراوي إلى أن طواقم الوزارة بالتعاون مع الشركاء تعمل على إطلاق موسم العنب الخليلي من خلال سلسلة من الأنشطة التسويقية تمتد من 10-26 أيلول، تبدأ بمهرجان العنب الفلسطيني، الذي سيقام في مدينة حلحول ما بين 10-12 أيلول المقبل، وبعد ذلك سيتم تنفيذ أيام تسويقية في كل من محافظات رام الله والبيرة، ونابلس، وطولكرم، وسيكون يوم 26 أيلول يوم الاختتام وسيقام في البلدة القديمة بالخليل.