’مساري’...نموذج آخر على التزام ’القاهرة عمان’ برعاية المبادرات التي تعنى بالشباب

تاريخ النشر
’مساري’...نموذج آخر على التزام ’القاهرة عمان’ برعاية المبادرات التي تعنى بالشباب
جانب من فعاليات البرنامج

رام الله-أخبار البنوك=يمثل برنامج القيادة والمواطنة الفاعلة، الذي يستهدف طلبة السنة الأولى في جامعة بيرزيت، وكان أطلق بداية العام الدراسي الحالي، برعاية بنك القاهرة عمان، أحد النماذج على عناية البنك بشريحة الشباب، والتزامه بتهيئة أفضل الظروف التي تنعكس إيجابا على مستقبلهم.

ويعتبر البرنامج ويعرف اختصارا باسم "مساري"، ترجمة لشراكة طويلة بين البنك والجامعة، واستفاد منه حتى اللحظة نحو 3200 طالب، علما أن الجامعة ارتأت اعتماد البرنامج وهو نشاط غير أكاديمي كجزء من متطلبات التخرج، لكن دون احتساب ساعات عليه.

ويستحوذ القطاع التعليمي، لا سيما الأكاديمي، على جانب أساسي من جهود البنك في مجال المسؤولية الاجتماعية، بالتالي فإن البنك ارتأى أن يكون عنصرا أساسيا في إطلاق البرنامج الفريد من نوعه على مستوى الجامعات الفلسطينية.

ويتقاطع البرنامج مع فلسفة البنك القائمة على ترسيخ الريادة والابتكار، والعمل على تهيئة بيئة محفزة لهما، مع مراعاة تشجيع المبادرات الطلابية والشبابية، وتمكين الخريجين من امتلاك أدوات ومهارات تؤهلهم للالتحاق بسوق العمل، وهو ما يوفره "مساري" على أكثر من صعيد.

ويقوم البرنامج على عدة مراحل، أو محطات كما يحلو للقائمين عليه تسميتها، تتمثل في الكفاءات الشخصية، وتعنى باكتشاف وتمكين الذات وتحديد القيم الشخصية، وتطوير العلاقة مع الآخرين، إلى غير ذلك، إضافة إلى المسار المهني، وتركز على التعرف على مجالات سوق العمل وغيرها، وصولا إلى المحطة الثالثة وهي المناظرة، وتبحث في تطوير مهارات التدقيق والتوثيق والتفكير التحليلي.

أما المرحلة "المحطة" الرابعة، فهي المواطنة، وتستند على الوعي بالقضايا المجتمعية والبيئة الملحة وفئات المجتمع المهمشة وحقوق الفرد وواجباته، فيما تتلخص محطة الريادة المجتمعية في تحليل الاحتياجات، وتصميم مبادرات ابداعية بالشراكة مع ذوي العلاقة ووضعها قيد التنفيذ عبر تجنيد الموارد اللازمة.

ولم يخف الطلبة المشاركون في البرنامج وجلهم من طلبة السنة الأولى، سعادتهم بنتائجه ومخرجاته، باعتبار أنه يمثل خروجا على المألوف، وجهدا ينعكس في تعزيز الكفاءات والقدرات الشخصية والمهنية لدى الطلبة.

وتقول نجلاء سلامين (تخصص هندسة حاسوب)، أن البرنامج مفيد جدا، مضيفة "مثل هكذا برنامج يمكن الطلبة من امتلاك مهارات تسهل عليهم الانخراط في سوق العمل".

وتتابع: البرنامج يعزز النواحي الشخصية لدى الطلبة، ويجعلهم قياديين، ويتحلون بالمسؤولية في اتخاذ القرارات.

ويرى الطالب ماهر الحسيني (تخصص تربية رياضية)، أن البرنامج يقوي شخصية الطلبة وينميها، عدا دوره في تعزيز ثقتهم بأنفسهم.

ويضيف: البرنامج يفيدنا على صعيد التعامل مع الآخرين، والاتقاء بأمور تتصل بآليات الحوار والتواصل، وحل المشكلات.

وتصف الطالبة رغد عبد الله (تخصص اقتصاد)، البرنامج بـ "المميز"، لافتة إلى مساهمته في تعريف الطلبة على مسائل مثل كيفية كتابة السيرة الذاتية (CV).

كما تلفت إلى أن جانبا من البرنامج يعنى بنواح مثل كيفية اجراء مقابلات العمل، وغيرها من المسائل التي يتم تناولها عبر الدراسة الأكاديمية.

ويرى الطالب محمد أبو الوفا (تخصص هندسة مدنية)، أن البرنامج مكنه من التعرف على معلومات جديدة.

ويقول: البرنامج يعزز العديد من القيم لدى الطلبة مثل المواطنة وغيرها، كما يجعلهم أكثر قدرة على التأثير في المجتمع، وهذه مسألة في غاية الأهمية.

وتنوه الطالبة راية حرباوي (تخصص تسويق)، إلى عامل مهم من وجهة نظرها، يتمثل في الاطلاع على جوانب تتصل بسوق العمل، علاوة على القدرة على المحاججة.

ويشارك الطالب سليمان سمارة (تخصص هندسة ميكاترونكس)، زميلته الحرباوي، رأيها، مؤكدا أن البرنامج أتاح له تعلم أمور جديدة كثيرة عن سوق العمل، علاوة على صقل شخصيته.

ويرى الطالب صهيب ابراهيم (تخصص هندسة ميكاترونكس)، أن البرنامج مكننا من الإلمام بجوانب مثل كيفية ادارة المشاعر والتحكم بالغضب، إضافة إلى تميزه فيما يتعلق بامور تتصل ببناء الذات، وتنمية الشخصية.

ويحرص البنك على تحقيق برنامج "مساري" النتائج المتوخاة، عمد إلى متابعة عملية تنفيذه على مدار السنة الأولى، وهي الفترة المحددة برعايتها له، وذلك مع الجهة المعنية في الجامعة، وهي وحدة الابداع والريادة.

وتذكر المدربة في البرنامج أماني الأشقر، وهي محاضرة في دائرة اللغات والترجمة، أنها تلمس تفاعلا كبيرا من الطلبة مع البرنامج.

وتستدرك: من خلال البرنامج لمست فارقا حتى على الصعيد الشخصي، اذ وعبر التدريب الذي تلقيته قبيل بدء تنفيذه، امتلكت عناصر وخصائص ساعدتني في عملية التدريس.

وهي ترى أن البرنامج يمثل ضرورة، خاصة أن الطلبة يفتقرون إلى الكثير من المعارف والخبرات الأساسية للانخراط في سوق العمل، بالتالي فإن "مساري" يسد ثغرة مهمة في هذا المجال.

وتضيف: أعتقد أن ما يتم تناوله ضمن اللقاءات الخاصة ببرنامج "مساري"، لها أثر إيجابي أيضا على أداء الطلبة الأكاديمي، لذا من الأهمية بمكان وجود هذا البرنامج.

وتؤكد منسقة العلاقة مع سوق العمل في الوحدة سهير مرار، أن البرنامج حيوي، مبينة أن اطلاقه جاء بناء على دراسة دامت عامين ركزت على أداء وواقع الطلبة بعد التخرج، وأظهرت أن هناك فجوة كبيرة بين المعرفة الأكاديمية التي يتمتع بها الخريجون، والخبرة العملية الضرورية لسوق العمل، بالتالي تم تصميم برنامج "مساري".

وتضيف: البرنامج متكامل ويركز بشكل كبير على الارتقاء بمهارات الطلبة، لكن دون الاثقال عليهم، بالتالي لا يوجد منهاج مكتوب له، ولا امتحانات تقدم في اطاره، بمعنى أن الهدف منه تزويد الطالب بمهارات تمكنه من أن يكون فاعلا، وقادرا على الابداع في أي مكان أو أية مهمة تسند إليه، مع غرس قيم مثل المواطنة.

يذكر أن الطلبة يستفيدون من البرنامج على مدار ثلاثة أعوام، علما أنه في كل عام سينضم إليه قرابة 3000 طالب جديد.