
جنيف-أخبار المال والأعمال- تنفست الأسواق العالمية الصعداء بعدما أعلنت الولايات المتحدة والصين خفضا للرسوم الجمركية المفروضة على منتجات البلدين بشكل مؤقت دفع لتهدئة التوترات التجارية التي أربكت الاقتصاد العالمي، شمل أسواق النفط والأسهم الأميركية والأوروبية والآسيوية والذهب والعملات المشفرة.
الاتفاق المشترك الذي صدر بيانه من جنيف وأعلنت تفاصيله اليوم الاثنين، منح الأسواق العالمية مهلة 3 أشهر لحل الخلافات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، كما عزّز مؤشرات انحسار التوتر في نقاط ساخنة في مناطق أخرى.
ووفقاً للبيان وتصريحات مسؤولين خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم، سيتم خفض الرسوم الأميركية على الواردات الصينية من إجمالي 145% إلى 30%، بما في ذلك النسبة المرتبطة بالفنتانيل بحلول 14 أيار/ مايو، في المقابل، ستقوم الصين بخفض رسومها الجمركية على السلع الأميركية من 125% إلى 10%.
ارتفاع أسعار النفط مع توقعات بزيادة الطلب
بداية التعافي كانت مع أسعار النفط الذي سجلت ارتفاعا اليوم الاثنين بأكثر من 3%، فيما زاد سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 3.1% ليصل إلى 63 دولار وسط تفاؤل حيال إمكانية أن يؤدي تخفيف التوتر إلى دعم الاقتصاد العالمي وزيادة الطلب على النفط.
مسؤولون أميركيون تحدثوا خلال المفاوضات عن اتفاق لتقليص العجز التجاري الأميركي، في حين قال مسؤولون صينيون إن الجانبين توصلا إلى توافق مهم، لكن لم يكشف أي من الجانبين عن تفاصيل المحادثات.
ومن شأن المحادثات الإيجابية بين أكبر اقتصادين في العالم تعزيز الطلب على النفط الخام مع استئناف التبادل التجاري الذي تعثر في الوقت الراهن بسبب الرسوم الجمركية الكبيرة التي يفرضها كل جانب على الآخر.
"بيتكوين" المشفرة تواصل مكاسبها القياسية
واصلت العملات المشفرة ارتفاعها، لا سيما بيتكوين التي استمرت في مكاسبها القياسية لتتجاوز حاجز 105 آلاف دولار، مدعومةً بانتعاش شهية المخاطرة في الأسواق بعد الإعلان عن الاتفاق التجاري المؤقت.
وبحسب بيانات التداول، قفزت بيتكوين بنسبة تتجاوز 1.4% خلال الساعات الماضية إلى 105.33 ألف دولار، مواصلة الصعود الذي بدأ مع تخطيها مستوى 100 ألف دولار قبل أيام، كما قفزت إيثريوم (ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم) بنسبة 4.1% إلى 2589.3 دولار.
عملات الملاذ الآمن تهبط مقابل الدولار
ارتفع الدولار مقابل نظرائه من عملات الملاذ الآمن اليوم الاثنين بعد المحادثات الصينية الأميركية وهدأت المخاوف المرتبطة بالحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وذلك بالتزامن مع مؤشرات على انحسار التوتر في نقاط ساخنة في مناطق أخرى.
ويتعرض الدولار وسندات الخزانة والأسهم لضغوط منذ فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية شاملة الشهر الماضي، وهو ما أدى إلى زعزعة الثقة في الأصول الأميركية.
وينصب التركيز هذا الأسبوع أيضا على نتائج وبيانات من الولايات المتحدة، بما في ذلك أرقام مؤشر أسعار المستهلكين المرتقب غدا الثلاثاء، للحصول على مؤشرات حول تداعيات الخلاف التجاري على الاقتصاد والتوقعات الخاصة بمسار الفائدة.
الدولار صعد 0.4% إلى 145.93 ين و0.5% إلى 0.8337 فرنك سويسري، وزاد الدولاران النيوزيلندي والأسترالي 0.3% إلى 0.5927 دولار أميركي وكذلك 0.3% إلى 0.6432 دولار. وتراجع اليورو 0.2% إلى 1.1228 دولار وهبط الإسترليني 0.3% إلى 1.3288 دولار، فيما ارتفع اليوان الصيني في الخارج بنحو 0.2% إلى 7.224 يوان للدولار.
أسعار الذهب تتراجع مع تقلص الطلب
تراجعت أسعار الذهب اليوم الاثنين بعد انتهاء المحادثات التجارية التي عزّزت المؤشرات إيجابية الأمر الذي خفف قلق المستثمرين وقلص الطلب على أصول الملاذ الآمن، حيث نزل المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 3.1% إلى 3213 دولارا للأونصة.
وكان قد رجح مجلس الذهب العالمي أن يكون هناك تصحيح للأسعار وبعض التحركات السعرية قصيرة الأجل في مؤشرات الأسواق العالمية إذا استمر انحسار التوترات التجارية وجني أرباح من قبل المستثمرين.
وفي تصريح سابق، قال أندرو نايلور، رئيس قسم الشرق الأوسط والسياسات العامة في مجلس الذهب العالمي، إن الطلب الاستثماري في الربع الأول ارتفع من 2025 إلى 552 طنا، بزيادة قدرها 170% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
أسواق الأسهم تنتعش وسط انفراج التوترات التجارية
التحسن في العلاقات التجارية بين أميركا والصين عزّز المعنويات الإيجابية عبر الأسواق العالمية، إذ سجلت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية مكاسب قوية، فيما انتعشت الأصول عالية المخاطر، حيث يعد المستثمرون أن انفراج التوترات التجارية يدعم السيولة ويقلل المخاطر الجيوسياسية.
وارتفعت العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية بشكل لافت حيث سجل مؤشر داو جونز نموا بـ2%، بينما "إس آند بي 500" نحو 2.6%، بينما "ناسداك" ارتفاع 3.5%.
وفيما يتعلق بالأسهم الصينية سجل مؤشر هانج سنج نحو 3%، بينما مؤشر شنغهاي نما 1%. وفي الأسواق الأوروبية ارتفع مؤشر يورو ستوكس 50 بأكثر من 1.3% خلال التعاملات الأولى بعد إعلان الاتفاق التجاري.
كما ارتفع فوتسي 100 الذي يقيس آداء الأسهم البريطانية بنحو 0.1%، بينما سجل كاك 40 الفرنسي ارتفاعا بـ 0.7%، أما داكس الألماني فقد ارتفع 0.7%.
وفيما يتعلق بمؤشر نيكي فقد أغلق مرتفعا بـ 0.38% إلى 37644.26 نقطة، بعد أن تداول على تراجع خلال الجلسة، فيما ارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.31% ليغلق على 2742.08 نقطة، مسجلا سلسلة مكاسب استمرت 12 يوما وهي الأطول منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2017.
وقال شووتارو ياسودا، محلل السوق لدى مختبر توكاي طوكيو للاستخبارات: "اشترى المستثمرون الأسهم تفاؤلا بتقدم محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين".
وارتفع مؤشر نيكاي بنحو 20% منذ إغلاقه في السابع من نيسان/ أبريل، عندما هبط إلى أدنى مستوى في عام ونصف العام بعد الإعلان عن فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية واسعة النطاق.
المصدر: الاقتصادية