"الإحصاء": الأطفال يشكّلون نصف المجتمع الفلسطيني تقريبا

Publishing Date
أطفال ينتظرون الحصول على وجبات طعام في رفح جنوب قطاع غزة-تصوير رويترز
عشية يوم الطفل الفلسطيني

رام الله-أخبار المال والأعمال- استعرضت رئيسة الاحصاء الفلسطيني علا عوض، اليوم الخميس، أوضاع أطفال فلسطين، عشية يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف الخامس من نيسان/أبريل كل عام.

حوالي نصف المجتمع الفلسطيني من الأطفال

من المتوقع أن يبلغ عدد الأطفال دون 18 سنة منتصف العام 2024 في دولة فلسطين 2,432,534 طفل؛ (بواقع 1,364,548 طفلاً في الضفة الغربية، و1,067,986 طفلاً في قطاع غزة)، وتشكل نسبة الأطفال في فلسطين حوالي 43% من إجمالي السكان (41% في الضفة الغربية و47% في قطاع غزة)، في حين قدر عدد الاطفال دون سن 18 سنة في قطاع غزة بـ 544,776 طفلاً ذكراً، و523,210 طفلات إناث، منهم حوالي 15% دون سن الخامسة (341,790 طفلاً وطفلة).

الاحتلال الإسرائيلي يقتل حوالي 4 أطفال كل ساعة في قطاع غزة

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين أول 2023 ولغاية تاريخ إصدار هذا البيان، هناك ما يزيد عن 14,350 شهيداً من الأطفال يشكّلون 44% من إجمالي عدد الشهداء في قطاع غزة. كما شكل كل من النساء والأطفال ما نسبته 70% من المفقودين في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي، والبالغ عددهم 7,000 شخص.

وتجدر الإشارة إلى سقوط 455 شهيداً في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين أول 2023 وحتى تاريخ إصدار هذا البيان، منهم 117 طفلاً، وهناك 724 جريحاً من الأطفال من أصل 4,700 جريحاً منذ بدء العدوان، كما تم تهجير 1,620 فلسطينياً من بينهم 710 أطفال، في شتّى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بسبب هدم منازلهم، وقد هُجّر أكثر من نصفهم خلال العمليات العسكرية، ولا سيما في مخيمات اللاجئين في طولكرم وجنين.

في سياق متصل، تم خلال العام 2023 اعتقال 1,085 طفلاً من الضفة الغربية، منهم 500 طفلاً بعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منهم 318 طفلاً في محافظة القدس. ووفقاً لبيانات هيئة شؤون الأسرى، فإن الاحتلال الإسرائيلي مازال يعتقل 204 أطفال في سجونها، منهم 202 من الضفة الغربية وواحد من قطاع غزة، وواحد من داخل الخط الأخضر. ومن بينهم 11 أسيراً محكومين، و158 موقوفين، و35 قيد الاعتقال الإداري.

43,349 طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحداهما في قطاع غزة

في العام 2020 كان هناك 26,349 طفلاً في العمر (0-17 سنة) أيتام (فقد أحد والديه أو كلاهما) في قطاع غزة، في حين تشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن حوالي 17 ألف طفل في غزة أصبحوا أيتام بعد أن فقدوا والديهم أو أحدهم منذ السابع من تشرين أول 2023، ويمثل كل منهم قصة محزنة عن الخسارة والفقدان، ويمثل هذا الرقم حوالي 1% من إجمالي عدد النازحين، والذي يبلغ 1.7 مليون نازح في قطاع غزة، ونتيجة لذلك يعيشون أوضاع صعبة جداً وظروف استثنائية وليس لهم مأوى حقيقي لهم، يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية عميقة على الأطفال، بما في ذلك تأثيرات نفسية واجتماعية مثل الوحدة، وتدهور الصحة النفسية، وضعف التعلم والتطور الاجتماعي.

المجاعة وسوء التغذية تهدد حياة الأطفال في قطاع غزة

أظهر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي(IPC)  للفترة 15 شباط/فبراير-15 آذار/مارس 2024، ارتفاع خطر المجاعة في قطاع غزة، حيث أشار إلى أن 95% من السكان في قطاع غزة (حوالي 2.13 مليون نسمة) يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم ما يصل إلى 1,1 مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي ويشمل ذلك زيادة بنسبة 80% تقريباً في عدد الأشخاص الذين يواجهون أعلى تصنيف لانعدام الأمن الغذائي منذ كانون الأول، وتتميز هذه الأسر المعيشية بالافتقار الشديد إلى الغذاء والمجاعة واستنفاذ قدرات التأقلم، مما يؤدي الى ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد بشكل مثير للقلق بين الأطفال دون سن الخامسة وزيادة كبيرة في معدل الوفيات. حيث أفادت وزارة الصحة بأن 28 طفلًا، قد توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف في المستشفيات قطاع غزة.

وفقًا لفحوصات التغذية التي أجرتها يونيسف والتي أظهرت أن معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في شمال غزة ورفح تضاعفت تقريباً بالمقارنة مع كانون الثاني/يناير 2024، حيث ارتفعت من 16% إلى 31% بين الأطفال تحت سن الثانية في شمال غزة، ومن 13% إلى %25 بين الأطفال تحت سن الثانية في رفح، كما زاد معدل الهزال الشديد، الذي يعد أكثر أشكال سوء التغذية تهديداً للحياة ويستلزم التغذية العلاجية والعلاج الذي لا يتوفر في غزة، وذلك من 3% إلى 4.5% بين الأطفال في مراكز الإيواء والمراكز الصحية في شمال غزة وسجل أربعة أضعاف ما كان عليه في رفح حيث ارتفع من 1% إلى 4%، وفي خانيونس حيث وجد أن 28% من الأطفال دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد، بمن فيهم 10% يعانون من الهزال الشديد.

يذكر أن نسبة الأطفال الذين كانوا يعانون من نقص الوزن بصورة متوسطة في قطاع غزة في العام 2020 كانت 2.1%، وبصورة حادة 0.3%، وأن نسبة الأطفال الذين كانوا يعانون من قصر القامة بصورة متوسطة بلغت 9.0% في حينه، و1.8% كانوا يعانون من قصر قامة حاد. وبلغت نسبة الأطفال الذين كانوا يعانون من الهزال المتوسط 1%، والحاد 0.5%.

أطفال قطاع غزة حديثي الولادة في صراع من أجل البقاء في ظل الأزمة الصحية والغذائية

يجد الأطفال حديثي الولادة في قطاع غزة أنفسهم في معركة صعبة للبقاء على قيد الحياة، إذ تظهر المعطيات الصحية الصادرة عن اليونيسف إن نحو 20 ألف طفل ولدوا في ظل العدوان الإسرائيلي منذ اندلاعه على قطاع غزة، وهناك حوالي 60 ألف إمرأة حامل في القطاع وبمعدل 180 حالة ولادة يومياً يواجهن تحديات كثيرة، ونتيجة ان النساء الحوامل تعاني من سوء التغذية والجفاف ويواجهن فقراً غذائياً حاداً، لذا فإن العديد من أطفالهنّ تتم ولادتهم ناقصي الوزن ويعانون من مشاكل صحية، إضافة إلى امكانية عدم تلقيهم للمطاعيم بسبب نقصها، وهذا يعني ظهور أمراض تم القضاء عليها ولم تكن موجودة بين الأطفال، مثل الحصبة والسعال الديكي وشلل الاطفال وغيرها. بالنتيجة أن استمرار هذه الأوضاع الكارثية تفضي إلى وفاة العديد من الأطفال حديثي الولادة، حيث بلغ معدل وفيات حديثي الولادة في العام 2020 في قطاع غزة 8.8 مولود لكل 1,000 مولود حي، يذكر أن عدد الأطفال في عمر التطعيم (0-23 شهراً) قد بلغ 208,300 طفلاً وطفلة.

أكثر من 816 ألف طفل بحاجة إلى مساعدة نفسية من آثار العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة

بالنظر الى مشاهد القتل والدمار نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 181 يوما ًفأنه يترك آثاراً نفسية عميقة على أطفال قطاع غزة، يمكن أن يتضمن هذا التأثير العواطف السلبية مثل الخوف والقلق والاكتئاب، والصدمة النفسية بسبب الضغط النفسي المستمر والخسائر المادية والبشرية، مثل فقدان الأقارب أو المنازل.

كما يمكن أن يؤثر العدوان على سلوكهم ونمط حياتهم اليومية، مثل تغييرات في نمط النوم والتغذية والعلاقات الاجتماعية. كما قد يتعرض الأطفال للإصابات الجسدية المؤلمة أو فقدان الأحباء، مما يزيد من حاجتهم إلى الدعم النفسي والعاطفي للتعافي من تلك التجارب المؤلمة، وتشير المعطيات أن هناك أكثر من 816 ألف طفل في قطاع غزة بحاجة إلى مساعدة نفسية من آثار العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

620 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة حرموا من حقهم بالتعليم المدرسي

نتيجة للقصف المستمر بالغارات العنيفة على قطاع غزة وحصيلة الشهداء من الطلبة والمعلمين وتدمير البنية التحتية لعدد لا بأس به من المدارس تعطلت العملية التعليمية في قطاع غزة منذ بدء العدوان وحرم حوالي 620 ألف طالب/ة من حقهم بالتعليم المدرسي للعام الدراسي 2023/2024. 

بلغ عدد الشهداء من الطلبة الملتحقين في المدارس في فلسطين 6,050 شهيداً/ة، بواقع 5,994 شهيداً/ة في قطاع غزة و56 شهيداً/ة في الضفة الغربية. فيما بلغ عدد الجرحى من الطلبة الملتحقين في المدارس في فلسطين 10,219 جريح/ة، بواقع 9,890 جريح/ة في قطاع غزة و329 جريح/ة في الضفة الغربية. وبخصوص المعتقلون من الطلبة الملتحقين في المدارس فقد تم اعتقال 105 طالباً جميعهم من الضفة الغربية.