إطلاق المبادرة الوطنية لليوم الدولي للفتيات في التكنولوجيا 2025

تاريخ النشر

رام الله-أخبار المال والأعمال- أطلقت وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي، المبادرة الوطنية لليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2025، تحت شعار "الفتيات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التحول الرقمي الشامل"، وذلك للعام الخامس على التوالي، بالشراكة مع الاتحاد الدولي للاتصالات، وتحت رعاية شركة BCI.

وفي كلمة افتتاحية، أكدت وكيل وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي هدى الوحيدي أن هذه المبادرة التي انطلقت عالميًا بهدف كسر الفجوة بين الجنسين في القطاع التكنولوجي، أصبحت ركيزة وطنية في فلسطين تعكس الالتزام بتمكين الفتيات والشابات وفتح الآفاق أمامهن للمشاركة الفاعلة في رسم ملامح المستقبل الرقمي.

وأضافت الوحيدي: "نؤمن في وزارة الاتصالات أن القيادة تُبنى بالتعليم والتدريب والفرص والدعم الحقيقي، ولهذا نواصل العمل مع الشركاء لتمكين الفتيات الفلسطينيات من المهارات الرقمية والقيادية"، مشيرةً إلى أن أكثر من 2400 فتاة استفدن من برامج الوزارة حتى اليوم، بعضهن وصلن إلى منصات تتويج محلية ودولية.

وأكدت الوحيدي أن التحديات السياسية والظروف الاستثنائية في فلسطين تفرض قيودًا إضافية على النساء في القطاع التكنولوجي، لكنها لم تُثنِ المرأة الفلسطينية عن الابتكار والتميز، بل شكّلت دافعًا لمزيد من الصمود والريادة.

من جهته، شدد الوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم العالي أيوب عليان، على أن التحول الرقمي ليس خيارًا تقنيًا فحسب، بل مدخلًا أساسيًا لإعداد الفتاة الفلسطينية، وبالتالي إعداد الأسرة والمجتمع بأسره.

وأشار عليان إلى أن المؤسسات التعليمية عليها الاستثمار في العقول الفلسطينية وتوجيهها نحو التكنولوجيا كوسيلة للتعافي والتقدم، مؤكدًا تكافؤ المستوى الأكاديمي بين طلبة غزة والضفة، ما يعكس الإرادة الوطنية للنهوض رغم التحديات.

وأكد عليان، أهمية توظيف الإمكانات الرقمية لخدمة التعليم خاصة في ظل التحديات الماثلة وما تشهده فلسطين من عدوان احتلالي متواصل.

وفي ذات السياق، أشاد عضو مجلس إدارة المجلس الأعلى للابداع والتميز، فتحي أبو مغلي، بجهود وزارة الاتصالات، واصفًا المبادرة بأنها "رافعة حقيقية لتمكين الفتيات"، ودعا إلى دعم الطاقات الشابة وتشجيع التوجه نحو البحث العلمي والدراسات التقنية، مشيرًا إلى تقارير دولية تدعم هذا التوجه، خاصة في ظل الطلب العالمي المتزايد على الكفاءات التكنولوجية.

كما أكدت رئيسة نقابة العلوم المعلوماتية والتكنولوجية ميسون إبراهيم، أن استمرار مثل هذه الفعاليات رغم الظروف الصعبة هو "رسالة أمل وصمود"، مشيرة إلى أن 50% من خريجي قطاع تكنولوجيا المعلومات من الفتيات، إلا أن تمثيلهن في سوق العمل لا يزال ضعيفًا، داعية إلى سد هذه الفجوة من خلال التمكين والتشجيع.

وفي كلمته، أكد المدير التنفيذي لشركة BCI الراعية للمبادرة، محمد التميمي، أن التكنولوجيا هي وسيلة لتجاوز التحديات، وأن الفتاة الفلسطينية أثبتت قدرتها على إحداث التغيير، داعيًا كل من تمتلك فكرة إبداعية للتقدم بها، مؤكدًا استعداد الشركة لدعم هذه الأفكار وتبنيها ضمن جهود دعم الابتكار المحلي وتمكين الفتيات.

وشهدت الفعالية تنظيم جلسة حوارية تفاعلية خُصصت لعرض أهداف المبادرة ومحاور العمل، واستعراض الفعاليات المخطط لها خلال العام بما يشمل مبادرات الشركاء، إضافة إلى شرح آلية المشاركة في "تحدي القدرات الرقمية: رائدات المستقبل الرقمي 2025"، كما تم خلال الجلسة الإعلان عن فتح باب التسجيل رسميًا في المسابقة الوطنية لهذا التحدي.

وجرى تكريم الفائزات في المسابقة الوطنية لعام 2024، وتكريم خاص للفتيات المشاركات من قطاع غزة، وذلك تقديرًا لإنجازاتهن في مجالات البرمجة والابتكار.

يشار أن وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي دأبت، منذ خمسة أعوام، على تنظيم فعاليات وطنية سنوية بمناسبة اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، حيث شملت المبادرات السابقة إطلاق مخيمات تدريبية رقمية، وتنظيم مسابقات برمجية، وورش عمل للابتكار، إضافة إلى إنشاء منصات دعم للفتيات الرياديات. وقد ساهمت هذه الجهود في تعزيز وعي المجتمع بأهمية إشراك الفتيات في القطاع التكنولوجي، وفتح المجال أمام مئات المشاركات للانخراط في مشاريع ريادية، وتوسيع فرصهن في التعليم والعمل ضمن مسارات التحول الرقمي. 

وأكدت الوزارة استمرارها في تطوير هذه المبادرات بما يلبي تطلعات الشابات الفلسطينيات ويعزز دورهن في بناء اقتصاد رقمي شمولي ومتين.

1