تصعيد الحرب التجارية يربك الأسواق العالمية

تاريخ النشر

 أسهم تقفز وذهب يرتفع وسط مخاوف من ركود اقتصادي عالمي

رام الله-أخبار المال والأعمال- في 5 نيسان/ أبريل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على جميع الواردات الأميركية، ولكن بعد فترة قصيرة جدًا تم تأجيل تنفيذ القرار لمدة 90 يومًا، مع الإبقاء على نسبة 10% قائمة كحد أدنى، باستثناء الصين.

هذا القرار صعّد من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ردّت الصين بسرعة على هذه الخطوات من خلال رفع الرسوم على المنتجات الأميركية إلى 125%، وفرض قيود على نحو 20 شركة أميركية.

في مواجهة هذا التصعيد، قرّر ترامب رفع الرسوم على الواردات الصينية إلى 144%. هذه التصعيدات المتبادلة تشير إلى أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ستستمر لفترة أطول، مع تداعيات اقتصادية كبيرة على الجانبين، وزادت من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية، وسيكون لها تأثيرات كبيرة على النمو الاقتصادي العالمي.

أدى الإعلان عن تأجيل الرسوم الجمركية الإضافية إلى صعود قوي في أسواق الأسهم، حيث سجل مؤشر S&P 500 أعلى مكاسب يومية له منذ الأزمة المالية، وارتفع مؤشر ناسداك بأكثر من 12% في أكبر قفزة منذ عام 2001.

رغم هذا الارتفاع، لا تزال المخاوف مسيطرة، خاصة مع تصاعد الحرب التجارية وضعف الدولار الأميركي، ما دفع المستثمرين إلى الاتجاه نحو الأصول الآمنة. سجّل الذهب أداءً قويًا يوم الجمعة بدعم من تزايد الطلب على الملاذات الآمنة، إلى جانب صعود كل من الفرنك السويسري والين الياباني.

من الناحية الفنية، لا تزال الأسواق دون مستويات المقاومة الرئيسية، حيث لم يتمكن مؤشر S&P 500 من تجاوز خط الاتجاه الهابط، مع بقاء مؤشر VIX عند مستويات مرتفعة لم تُسجّل منذ أزمة كورونا، ما يعكس استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق.

وعلى الرغم من التأجيل المؤقت لبعض الرسوم، لا تزال المخاوف من الركود الاقتصادي قائمة؛ فقد كانت JPMorgan تُقدّر احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة بنسبة 60%، بينما قدّرتها Goldman Sachs بـ45% قبل أن تتراجع عن هذا التقدير لاحقًا.

من جهة أخرى، لا يُظهر الفيدرالي الأميركي نية لخفض الفائدة بشكل سريع، إذ أشار رئيسه باول إلى أن الوقت غير مناسب لتدخّل الفيدرالي.

يجتمع البنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع وسط أجواء من التوتر في الأسواق العالمية، نتيجة التصعيد التجاري الذي ألقى بظلاله على الاقتصاد العالمي. بعد أن خفّض المركزي سعر الفائدة على الودائع إلى 2.50%، كان يخطط للتوقف مؤقتًا لتقييم تأثير السياسة التوسعية، إلا أن التدهور السريع في التوقعات الاقتصادية دفعه لإعادة النظر. ومع تراجع الضغوط التضخمية في منطقة اليورو، أصبح خفض الفائدة مجددًا الخيار الأقرب. ورغم هذه التوقعات، بقي اليورو قويًا مدعومًا بالفائض التجاري للمنطقة وارتفاعه فوق مستوى 1.13.

تحدّث محافظ المركزي الإسرائيلي عن العاصفة الاقتصادية التي أثارها قرار ترامب، معتبرًا أن الاقتصاد العالمي يشهد تحولاً غير مسبوق، في ظل حالة عدم اليقين، وهذا يجعل من الصعب تقدير حجم التأثيرات المحتملة.

وواصل الشيقل تراجعه أمام العملات الرئيسية، متأثراً بتطبيق الرسوم الأميركية، حيث ارتفع سعر صرف الدولار إلى 3.83 واليورو إلى 4.22. وقد قرر المركزي الإسرائيلي في اجتماعه الأخير تثبيت سعر الفائدة عند 4.5%.

أما بخصوص تحركات السوق، فقال المحافظ إنها لا تزال ضمن النطاق الطبيعي ولا تستدعي تدخلاً في سوق الصرف في هذه المرحلة، مع تأكيده على امتلاك البنك لأدوات جاهزة للتدخل إذا تطلّب الأمر. كما أشار إلى أن صادرات إسرائيل إلى الولايات المتحدة، التي تمثل نحو 13% من إجمالي الصادرات، قد تتأثر بالرسوم، لكن بدرجة معتدلة بالنظر إلى طبيعة المنتجات المصدّرة.

الأرقام الاقتصادية لهذا الأسبوع

الأحد، 13 نيسان/ أبريل 2025
• عطلة – إسرائيل (عيد الفصح)

الإثنين، 14 نيسان/ أبريل 2025
• الدولار الأميركي: تقرير أوبك الشهري 
• اليوان الصيني: القروض الجديدة في الصين (آذار/ مارس) 
• الدولار الأميركي: توقعات التضخم الاستهلاكي من الاحتياطي الفيدرالي (آذار/ مارس) 

الثلاثاء، 15 نيسان/ أبريل 2025
• اليورو الأوروبي: الإنتاج الصناعي في ألمانيا (شباط/ فبراير) 
• اليورو الأوروبي: مؤشر زيو للثقة الاقتصادية (نيسان/ أبريل) 
• الدولار الأميركي: مؤشر أسعار الصادرات (آذار/ مارس)
• الدولار الأميركي: مؤشر أسعار الواردات (آذار/ مارس) 
• الدولار الأميركي: تقرير مخزون النفط الخام (API) 

الأربعاء، 16 نيسان/ أبريل 2025
• اليوان الصيني: الناتج المحلي الإجمالي في الصين 
• اليوان الصيني: الإنتاج الصناعي في الصين (آذار/ مارس) 
• اليوان الصيني: معدل البطالة في الصين (آذار/ مارس) 
• اليورو الأوروبي: مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في منطقة اليورو (آذار/ مارس)
• الدولار الأم: مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة (آذار/ مارس) 
• الدولار الأميركي: الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة (آذار/ مارس) 
• الدولار الأميركي: كلمة "باول" رئيس الاحتياطي الفيدرالي

الخميس، 17 نيسان/ أبريل 2025
• اليورو الأوروبي: مؤشر أسعار المنتجين في ألمانيا (آذار/ مارس) 
• اليورو الأوروبي: قرار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي
• اليورو الأوروبي: البيان الصحفي للبنك المركزي الأوروبي 
• الدولار الأميركي: تصاريح البناء في الولايات المتحدة (آذار/ مارس) 
• الدولار الأميركي: مطالبات البطالة المستمرة في الولايات المتحدة
• الدولار الأميركي: مؤشر فيلادلفيا التصنيعي (نيسان/ أبريل) 

الجمعة، 18 نيسان/ أبريل 2025
• عطلة – الولايات المتحدة (الجمعة العظيمة)
• عطلة – ألمانيا (الجمعة العظيمة) 

التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة أحداث كبيرة)

الدولار الأميركي
كسر مؤشر الدولار الأميركي الحاجز النفسي 100 للمرة الأولى منذ تموز/ يوليو 2023، وهو مستوى شكل دعمًا قويًا في الماضي. يشير التسارع في وتيرة البيع هذا الأسبوع واقتراب مؤشر القوة النسبية (RSI) من مناطق التشبع البيعي إلى إمكانية حدوث ارتداد فني على المدى القصير، خاصة مع ظهور ذيل سفلي واضح في إغلاق شمعة يوم الجمعة. في حال حدوث ارتداد، فإن المقاومة الفورية تقع عند مستوى 100.00، تليها مناطق 100.60 و101.20. أما في حال استمرار الهبوط، فإن الدعم الأقرب يتمركز عند 99.50، ثم 99.00. وكسر مستوى 99.00 قد يفتح المجال لهبوط سريع نحو الدعم الرئيسي عند 97.70.

مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 99.50، مستوى دعم ثاني 99.00، مستوى دعم ثالث 97.70.
مستوى مقاومة اول 100.60، مستوى مقاومة ثاني 101.20، مستوى مقاومة ثالث 103.40.

اليورو الأوروبي
لا يزال زوج اليورو/ الدولار في مسار صاعد، مع بقاء الزخم الإيجابي قائمًا على المدى اللحظي، حيث يستهدف الزوج حاليًا مستوى 1.1694، وهو يمثل امتداد فيبوناتشي 161.8% للحركة من 1.036 إلى 1.0950 انطلاقاً من 1.0730. على الجانب الهابط، فإن كسر الدعم الطفيف عند 1.1250 قد يحيد الزخم اللحظي ويؤدي إلى بعض التذبذب أو التصحيح. ومع ذلك، من المتوقع أن تظل التراجعات محدودة فوق مستوى الدعم الرئيسي عند 1.0910، مما يبقي احتمالية الصعود قائمة واستئناف الاتجاه الصاعد نحو أهداف أعلى.

مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 1.0850، مستوى دعم ثاني 1.0730، مستوى دعم ثالث 1.0660.
مستوى مقاومة أول 1.0980، مستوى مقاومة ثاني 1.1140، مستوى مقاومة ثالث 1.1270.

الشيقل الإسرائيلي
سجل الدولار مقابل الشيقل أعلى مستوى له منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عند 3.83، وهو ما يمثل مستوى 61.8% فيبوناتشي للموجة الممتدة من 3.55 إلى 4.08. ومع ذلك، كان الارتداد سريعًا، حيث تراجع السعر ليغلق عند 3.70، وهي منطقة مقاومة سابقة تحولت إلى دعم، تلتقي عندها كل من خط الاتجاه الهابط والمتوسط المتحرك الأسبوعي، مما يشكل إشارة فنية إيجابية. وفي حال تأكيد اختراق مستوى 3.75، وهو مستوى 38.2% فيبوناتشي، يتوقع أن يعاود الزوج الصعود باتجاه 3.83 مرة أخرى.

مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 3.70، مستوى دعم ثاني 3.64، مستوى دعم ثالث 3.59.
مستوى مقاومة أول 3.75، مقاومة ثاني  3.80، مستوى مقاومة ثالث 3.83.

الذهب
تحركت أسعار الذهب بشكل قوي، متجاوزة مستويات مقاومة رئيسية مثل 3200، مما يشير إلى استمرارية الاتجاه الصاعد. في حال استمرار الصعود، يستهدف السعر امتدادات فيبوناتشي عند نقاط المقاومة 3250، 3275، 3300، مما يعزز التوقعات الإيجابية طالما استمر السعر في الحفاظ على استقراره فوق مستويات الدعم المذكورة. على الجانب الآخر، من المتوقع حدوث تصحيح طفيف على المدى القريب بعد الارتفاع الكبير نتيجة لعمليات جني أرباح جزئية. أول مستوى دعم رئيسي يقع عند 3200، يليه 3165، وإذا استمر السعر في التراجع، فإن الدعم الأعمق يقع عند 2956.

مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 3015، مستوى دعم ثاني 2956، مستوى دعم ثالث 2910.
مستوى مقاومة أول 3050، مستوى مقاومة ثاني 3110، مستوى مقاومة ثالث 3167.

الفضة 
شهدت الفضة تصحيحًا واضحًا منذ القمة المسجلة في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، حيث اتخذ التراجع شكل ثلاثي الأمواج وفق نظرية إليوت. بدأت الحركة الهبوطية من القمة عند 34.85، لتتشكل الموجة A عند 29.70، تلاها ارتداد في الموجة B إلى 34.60، ثم اكتملت الموجة C عند 28.30. وقد تزامن هذا التراجع مع دخول السعر في منطقة دعم قوية بين 24.80 و28.50، وهي منطقة مشتقة من نسب فيبوناتشي 100% إلى 161.8% للموجة التصحيحية، مما يعزز احتمالات حدوث ارتداد صاعد من هذه المستويات. 

مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 28.75، مستوى دعم ثاني 27.30، مستوى دعم ثالث 26.50.
مستوى مقاومة أول 30.80، مستوى مقاومة ثاني 31.70، مستوى مقاومة ثالث 32.20.

النفط
يظهر الرسم البياني اليومي للفضة إشارات سلبية واضحة تدعم النظرة الهابطة على المدى القريب. وعلى الرغم من احتمالية حدوث ارتداد محدود نتيجة بلوغ مستويات تشبع بيعي قوية، فإن هذا الارتداد يُتوقع أن يكون مؤقتًا ويمهد لانطلاقة هبوطية جديدة. من المفترض أن تبقى أي ارتفاعات ممتدة تحت السيطرة دون منطقة 62.50–63.00 للحفاظ على الزخم الهابط. أما على الجانب الهابط، فيتمركز الهدف التالي عند 53.8، وهو يمثل تصحيح فيبوناتشي 61.8% من الاتجاه الصاعد الرئيسي الممتد من 6.50 إلى 130.50، ويعد آخر دعم قبل الوصول إلى المستوى النفسي الهام عند 50.00.

مستويات الدعم والمقاومة:
مستوى دعم أول 58.50، مستوى دعم ثاني 58، مستوى دعم ثالث 53.80.
مستوى مقاومة أول 63.00، مقاومة ثاني 64.80، مستوى مقاومة ثالث 65.50.

إخلاء مسؤولية: هذا التقرير هو لأغراض المعلومات فقط ولا يأخذ في الاعتبار الظروف الخاصة لأي مستلم، ولا يعتبر بأي شكل من الأشكال كتقديم مشورة في مجال الاستثمار، ولا يقصد به أو ينبغي تفسيره على أنه توصية أو عرض أو طلب للحصول على أي من الأدوات المالية و/أو الأوراق المالية المذكورة في هذا التقرير، ولا يعتبر المضمون أو جزءًا من هذا التقرير بمثابة عقد أو التزام على الإطلاق، حيث يجب على المستثمرين طلب المشورة المهنية بشكل مستقل واستخلاص استنتاجاتهم فيما يتعلق بأية معاملة بما في ذلك أي منفعة اقتصادية و/أو المخاطر والآثار القانونية والتنظيمية والائتمانية والمحاسبة والضريبة. وبناء عليه لا يتحمل البنك الوطني أي مسؤولية قانونية ناتجة عن ذلك كما يخلي البنك الوطني مسؤوليته عن أي استخدام للمعلومات الواردة في التقرير.

المصدر: نشرات البنك الوطني